عن المرأة أتحدث

[فهد الحربي]

((عن المرأة أتحدث))

من الأمور التي تعانيها المرأة في مجتمعاتنا العربية تجريدها من قيمها المعنوية في حالة غياب الرجل من حياتها..وكأن المرأة لن تحصل على وضعها الإجتماعي الصحيح إلا بجانب رجل ما..تثبت ذلك نظرة الإزدراء للمطلقة ونظرة العطف والشفقة لما يسمى ب(العانس) وكذلك بعض الأمثال من تراثنا الشعبي مثل (ظل رجل ولاظل جدار) وكأن المرأة من دون هذا الظل لاتستطيع إكمال مسيرة حياتها..وأنا هنا لا أعارض وجود الرجل في حياة المرأة ولكني أعترض على الا يكون للمرأة هدف في هذا الكون الا إقتناص رجل والإستماتة لابقائه..فإذا فشلت اعلنت نهاية العالم وكل هذا ناشىء عن خلل في تربيتنا للمرأة ومبادىء غير صحيحة نزرعها فيها منذ الطفولة..فبدلآ من أن نربي فيها الإعتماد على الذات نربيها على الإتكالية.

وأنا من خلال هذه السطور أوجه رسالتي الى كل إمرأة هجرها زوجها اوخطيبها أو حبيبها وأقول لها:

بوجود الرجل أو بغيابه تستمر حياتك..لذا أبحثي لنفسك عن هدف لتشقي طريقآ منفردآ يعلمك الصمود أمام تيارات الحياة.

۞ ۞ ۞

على الرغم من أن خيانة الرجل هي الأكثر شيوعآ..الا أن خيانة المرأة هي الأشد إيلامآ..فالمرأة الخائنة حالة شاذة من بين جملة من النساء فقد يمثل الزوج والأبناء والأهل بالنسبة لها وعلى الأغلب حسب رأيي أهم عناصر الحياة..أما الرجل المخلص ف (ياحسرة) يمثل عملة نادرة من بين أفواج الرجال التي تعتبر الزواج ضرورة أجتماعية و(شرآ) لابد منه.

والخيانتان (خيانة الرجل والمرأة) نوع واحد فالخيانة خيانة بغض النظرعن من صدرت..وأنا شخصيآ لست مع ذلك الصوت الرجالي الذي يردد أن خيانة الرجل أمر طبيعي بينما خيانة المرأة هي الفاحشة الحقيقية..وذلك لأنه وببساطة لو كان الأمر كذلك لقضى سبحانه وتعالى بجلد الرجل الزاني خمسين جلده في حين تجلد المرأة مائة..ولكنه عزوجل ساوى في العقاب مما يعني المساواة في الإثم مما يؤكد انه عزوجل آثم الفعل نفسه لاجنس مرتكبه.

أما مانفعله من تمييز فيعود لكون خيانة الرجل قد أصبحت واقعآ حياتيآ معتادآ يؤلم بلاشك ولكنه بات مألوفآ كالكثير من الأشياء القبيحة التي ألفنا حدوثها لتكرارها ولكنها مازالت بالطبع قبيحة كما هي..أما خيانة المرأة فهي نادرة وغريبة على مجتمعنا ونحن نرفض كل غريب.

لست هنا أدافع عن خيانة المرأة لأنني أومن بأن الخيانة أيآ كانت أمر مشين لم يصدر الا عن نفسية مريضة وأخلاق مهترئة لأن الخيانة هي ببساطة صفة الأنذال.

المصدر: مدونة فهد الحربي