عن الصداقة نتحدث

((عن الصداقة نتحدث)) يحلو للبعض ان يستشهدوا بالحكم والأمثال الذائعة لبعض المفكرين الغربيين مثل قولهم: (قل لي من هو صديقك اقول لك من انت)..أو دعنا لا ننشغل بالكوبري

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-04-2024, 02:06 PM
الصورة الرمزية فهد الحربي
فهد الحربي فهد الحربي غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 296
افتراضي عن الصداقة نتحدث

((عن الصداقة نتحدث))


يحلو للبعض ان يستشهدوا بالحكم والأمثال الذائعة لبعض المفكرين الغربيين مثل قولهم: (قل لي من هو صديقك اقول لك من انت)..أو دعنا لا ننشغل بالكوبري (الجسر) قبل ان نصل اليه..أوقول احدهم مستظرفآ انه يعرف من النساء بعدد شعر رأس (برنارد شو) ومعروف أنه كان شديد الصلع..ولا أعتراض لدي على هؤلاء البعض..فالفكر الغربي وغيره جزء من تراث الانسانية.. لكني اود ان أستشهد هنا بحديث نبوي شريف يقول: (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة والأرواح جنود مجنده فما تعارف منها أئتلف وماتناكر منها أختلف) وقال ايضآ عليه الصلاة والسلام: (الرجل على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل)
عن الصداقة والصديق ادعوكم لحديث ودي وهادىء نقلب خلاله صفحات من تراثنا العريق تستوقفنا سطور قالها مفكرون عرب علموا الدنيا منذ مئات السنين وكان شاغلهم كيف تكون انت انسانآ اكثر سعادة في حياتك..في عملك..في حبك..في صداقاتك وأختيار الاصدقاء؟!
ولقد كان (ابو حيان التوحيدي) المتوفى في اوائل القرن الخامس الهجري هو أول مفكر عربي يضع كتابآ كاملا عن: (الأدب والإنشاء في الصداقة والصديق) ثم جاء بعده بكثير: (أبن المقفع) ليخصص مقالة هامة في كتابه الأدب الكبير لموضوع الصداقة.. ثم جاء (ابن حزم الاندلسي) ووضع رسالة مطوله في مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق والزهد في الرذائل..ومن بعده جاء (أبن مسكوية) ليؤلف كتابآ في الإتحاد وحاجة الناس بعضهم لبعض وانواع المحبة..ثم جاء (المواردي) في كتابه أدب الدنيا والدين.. ثم (الغزالي) وخصص فصلآ كاملآ في كتابه احياء علوم الدين للصداقة بعنوان: كتاب آداب الالفة والاخوة والصحبة والمعاشرة مع أصناف الخلق.
من بستان الحكمة عند هؤلاء نختار الآن بعض الآراء لعلها تنفع من يريد من الشباب والفتيات خاصة وان الصداقة تكون هامة لمن هم في عمر الزهور وعلينا أن نساعدهم في إقامة صداقات طيبه وصالحة حتى لايقعوا في أحابيل من يدعون الصداقة وهم من ذوي الغدر والنيات السيئة
(أرسطو) قال: يتعذر قيام الصداقة في الأحوال التي تكون فيها المسافة بعيدة جدآ بين الاشخاص من جهة الفضيلة والرذيلة.
(أبوحيان التوحيدي) قال: الصداقة التي تدور بين الرغبة والرهبة شديدة الاستحالة وصاحبها من صاحبه في غرور والزلة فيها غير مأمونه وكسرها غير مجبور.
ان الصداقة لاغنى عنها للإنسان العاقل وعلى حسب تعبير الحكماء: ان الصداقة تمتد بقدر مايمتد المجتمع وانه اذا كان العدل والصداقة أساس المجتمع الصالح فإنه متى احب الناس بعضهم بعضآ لم تعد حاجة للعدل..غير انهم مهما عدلوا فانهم لاغنى لهم عن الصداقة وهذه الضرورة الاجتماعية ترتبط بضرورة نفسية.. ذلك ان مشاعر المحبة التي تكون الصداقات الحقه للمرء نحو اصدقائه يبدو انها تستمد أصلها من مشاعر المرء نحو ذاته.
ولهذا قالوا: ان الصديق هو الذي يعيش معك ويتحد وأياك في الانواق والذي تسره مسراتك وتحزنه احزانك..ان صديقنا هو نحن بصورة أخرى وبتعبير جميل.
قال أحد الاذكياء عندما يكون الانسان محبوبآ يكون محترمآ والاحترام هو مايرغب فيه أكثر الناس عقلآ..والصداقة تقوم على كرم العهد وبذل المال وحفظ الزمام وبذل المعونة وحمل المؤونة وطلاقة الوجه ولطف اللسان والثبات على الثقة.





رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:45 PM.



© جميع الحقوق محفوظة لـ فهد الحربي - fahad.alharbieer@gmail.com