الحب..الترياق الساحر

((الحب..الترياق الساحر)) هل الحب أعمى؟! يقولون الحب ليس أعمى فقط ولكنه أعمى وأصم وأبكم. وليست هذه عاهات الحب الفردية.. بل هي عاهاته الجماعية من غابر الأزمان وإلى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-21-2024, 04:09 AM
الصورة الرمزية فهد الحربي
فهد الحربي فهد الحربي غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 296
افتراضي الحب..الترياق الساحر

((الحب..الترياق الساحر))

هل الحب أعمى؟!
يقولون الحب ليس أعمى فقط ولكنه أعمى وأصم وأبكم.
وليست هذه عاهات الحب الفردية.. بل هي عاهاته الجماعية من غابر الأزمان وإلى الآن.
فاليابانيون..يتغزلون بالأسنان المطلية بالذهب.
والأعراب يتشببون بالعيون التي في طرفها حور وهي العيون التي فاتها اتزان الوضع.
والمصريون الذين يتغنون بسواد الشعر الحالك الذي يحكي ظلمة الليل البهيم وهل في ظلمة الليل البهيم من جمال؟.
ومنهم من يتشبب بالخال وهي قطعة تالفه من الجلد لم تتم تغذيتها بالدم تغذية طبيعية؟ .
أليس هذا عمى؟!
أما الحب أصم..فإنك لو تحدثت لحبيب عن عيوب حبيبته فلن تجد لك سامعآ لأنه لن يصدقك أبداً ولو كنت (والدها)
أما الحب ابكم..فارقب محبين في خلوه تراهما يطيلان النظر كل منهما إلى الآخر وقد يهمسان همسآ يتحران فيه غاية البطء في الكلام وقد يظلان لساعات على هذا الحال صامتين.
يقول الكاتب (أحمد رجب):
الهوى شريك العمر وشيء طبيعي جدآ أن تظهر عيوب لايتوقعها الآخر لذلك قال الحكماء:
افتح عينك على المزايا واغمضها عن العيوب فكما أن هناك عيوبآ خفية في أفضل الناس..هناك أيضاً مزايا لاتراها في أسوأ الناس..ببساطة نحن بشر
و(شكسبير) يلخص هذا كله في عبارة معناها: ليس هناك ما يوصف بأنه خبيث أو طيب بل هناك تفكيرنا الذي يجعله كذلك..والمرأة كفيلة بتغيير طباع أي رجل وهي في ذلك تملك القدرة على الصبر والنفس الطويل.
فالطفل الكامن في الرجل لايراه الرجل ولايعترف به ولكن (المرأة) تلمح هذا الطفل في كل لحظة فهي تدرك أن إعتماده عليها هو أمتداد لإعتماده على الأم وهي تخاطب هذا الطفل وقت اللزوم وهي تسترضيه..وهي تستميله بالحلوى.
و(المرأة) نفسها هي أجمل قطعة حلوى عند هذا الطفل الكبير..فالطفل داخل الرجل يشعر بضعفه أمام (المرأة) لكنها من الذكاء بحيث لاتشعره أنها تعرف ضعفه وهي بفطنتها الأنثوية تترك له نزعة التظاهر بالقوة أمامها لأنـها من مستلزمات التغطية على ضعفه.
ما هو الحب؟!
يقول الدكتور (مصطفى محمود):
الحب لايحتاج إلى منطق يبرره فهو نفسه منطق هو نفسه سبب للدنيا والذي يسألني لم تحب؟ كمن يسألني لماذا يدق قلبك؟ ولماذا تتنفس؟ ولماذا خلقت؟
فالحب في نظري لايحتمل كلمة لماذا..أنه في حد ذاته سبب كاف لتبرير أي شيء.
الحب كما يقول (ديموكريتس) هو الذي جمع الذرة إلى جوار الذرة فصنع منهما جزيئآ..وهو الذي جمع الجزيئات فصنع منها مادة..وهو الذي جمع النجوم والكواكب في أفلاك دواره لاينفرط عقدها منذ الأزل..والحب هو: جاذبية (نيوتن) وهو الفراغ المنحني عند (إينشتين) وهو العشق عندنا نحن البشر.
إنه صفة أصيلة في الوجود أن تحن أجزاؤه إلى بعضها لأن فيها شيئاً مشتركآ هو العنصر الذي خلق الله منه الدنيا سمه الأيدروجين..أو سمه الهيولا..أو سمه الطاقة..أو سمه أي شيء...
أما الشاعر(صلاح عبد الصبور) فيقول: من المألوف أن يُقال وقع في ورطه ووقع في أشكال ووقع في شر أعماله..ووقع في الحب وكأن الإنسان يظل ثابت الخطأ..راجح العقل..بعيدآ عن الأخطار والمهالك..حتى يحب فينقلب حاله ويقع ولايستطيع أن يقوم من وقعته إلا إذا شفي من الحب.
وللذين يقولون أن الحب وقعه لهم عذرهم في هذا القول لأن معظم العشاق يبدو عليهم أنهم (واقعين) ويرتسم على وجوههم الذهول والحيرة والارتباك.
وقد ارتبط الحب منذ الزمن القديم بما هو أكثر من الوقوع لأنه كان طريقاً طويلآ مرصوفآ بالوحدة والخيال وهو يفضي إلى ثلاث مراحل لابد منها هذه المراحل هي الحزن ثم المرض ثم الموت.
وقد قدمت كل أمة شهداءها الأبرار على مذبح الحب.
فقدم الإيطاليون (روميو) وقدم الفرنسيون (أبيلارد) وقدم الألمان (فرنر) وقدم العرب شهيدهم (قيس بن الملوح)
وعشاق الزمن القديم يلتقون عادة في ظل الحزن وما يكاد العاشق ينظر إلى محبوبته حتى يرى في عينيها ذلك الشيء الغامض الذي يربط بين الناس الحزن الخالد المهيب..وهذا الحزن هو
مايميز الإنسان العظيم عن الإنسان العادي لأن النفس الكبيرة تحوي من الآلام أكثر مما تحوي النفس الصغيرة.
من الحب.
المرأة حين تحب تبدو رائعة فإن سحر الحب يجعل في عينيها وفي كل شيء فيها لونآ جميلآ هو أثر الحب في جسم الإنسان..ولقد رأيت أمس امرأة فلم أعرفها.
كانت عجوزاً..فأصبحت شابة
كانت كئيبة..فأصبحت سعيدة
كانت صفراء..فإذا بالدم يملأ وجهها صحة وحياة
قلت: في أية مصحة للجمال صنعت هذه المعجزة..وأشارت إلى طفل بجوارها وعرفت أنه الترياق الساحر الذي يحيي ويميت..الذي يحول المرأة من الشيخوخة إلى الشباب ويحولها أيضاً من الشباب إلى الشيخوخة... إنه الحب.


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:28 AM.



© جميع الحقوق محفوظة لـ فهد الحربي - fahad.alharbieer@gmail.com