الملل في الحياة الزوجية

[فهد الحربي]

كثيرون من الأزواج يبحثون عن حل أو علاج لحالة الملل التي تصيبهم من الزواج..منهم من طلق زوجته..ومنهم على وشك الطلاق..ومنهم من هجر العش الزوجي للبحث عن أخرى يتزوجها..ومنهم من يبحث عن حل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه..ولا أدري بالضبط لماذا يصيب الملل هؤلاء الأزواج هل هي الرتابه؟ هل هو الإزعاج في المنـزل؟ هل هو عدم التفاهم بين الزوجين؟ هل هي المشاحنات الكثيره والمتكرره بين الزوجين؟
ربما شيء من هذا القبيل أو ربما أشياء أخرى نجهلها ولكن حتمآ يوجد سبب أو أكثر يجعل الحياة الزوجيه جحيمآ لايطاق.
أقوى الأسباب في رأيي هي الرتابه التي يعيشها الزوجان..أنـهما يقضيان حياتـهما على وتيره واحده وروتين واحد وهذا بالطبع يسبب الملل..التجديد مطلوب مثلآ سفر مفاجئ لأيام قليله..أو قضاء ليله في أحد الفنادق المريحه..أو الخروج إلى الأماكن المفتوحه كالحدائق والبحر وغيرها.. أو زيارة بعض الأقارب والأصدقاء..أو الاستماع إلى الموسيقى..أو الذهاب إلى السينما أو المسرح وغيرها من الأمور التي تقتل الروتين والملل.
في أوروبا يبقى الزوجان حتى بعد الثمانين ملازمان لبعضهما البعض يقضيان أيامهما بالسفر إلى بعض الأماكن الجميله المريحه حيث يطيب المشي والتنـزه والجلوس في المقاهي الكلاسيكيه حيث يحلو الحديث بينهما أو الأعتناء بحديقة المنـزل وذلك بزراعة الاشجار والخضروات والأعتناء بها والقيام بترتيب ديكور البيت من وقت لآخر لإلصاق صفة التجديد عليه..شعور كل من الزوجين بالحاجه الماسه للبقاء معاً وأنهما ورغم بلوغهما سن السبعين أو الثمانين لايجدان عيبآ أوحرجآ في أن يبين كل منهما للآخر لواعج قلبه وحبه وهيامه فالحب لايقتله الزمن لكننا للأسف نقتل الحب قبل أوانه حين نتصور أن الحب للشباب فقط.
لذا تجد الزوجة العربية المسنة في واد وتجد زوجها المسن في واد آخر.
في اوروبا لايدعون الخدم بالقيام بكل الأعمال بل يكلفونـهم ببعضها..أما البعض الآخر من الأعمال فهم الذين يقومون به مثل الزراعه البسيطه والاعتناء بالزرع وتغيير الديكور وغيرها من الأعمال البسيطه التي لاتكلف جهداً كبيراً بل تتيح للمرء الحركة الدائبه التي تكسبه النشاط والحيويه والتجديد والابتعاد ولو قليلآ عن الجلوس طيلة اليوم أمام الجوال وتصفح المواقع الالكترونية أو المشاحنات اليوميه المستمره
أرجو أن يجد هؤلاء الأزواج شيئاً للملل الذي يصيبهم في حياتهم الزوجيه وكفانا طلاقآ ..كفانا خرابآ...كفانا هدمآ لهذا المجتمع لانريد أن تكون حياتنا على كف عفريت.