أمنحوا الحب الحرية

نحن نتوقع من الحب أكثر مما نحصل عليه نتوقع السعادة الدائمة المستمرة والاستقرارالمدهش والأمان الملهم والصفاء الهادئ ولا نقبل بالأقل ويكون الاختبار الأول حين تكشف العلاقة عن وجهها الطبيعي حين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-25-2024, 01:45 AM
الصورة الرمزية فهد الحربي
فهد الحربي فهد الحربي غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 296
افتراضي أمنحوا الحب الحرية



نحن نتوقع من الحب أكثر مما نحصل عليه نتوقع السعادة الدائمة المستمرة والاستقرارالمدهش والأمان الملهم والصفاء الهادئ ولا نقبل بالأقل ويكون الاختبار الأول حين تكشف العلاقة عن وجهها الطبيعي حين يهبط الحب من رومانسية السماء الى واقع الارض في الأرض وعليها لا توجد جثة..توجد حياة.. يوجد بشر وحجر وعلاقات متعددة معقدة..توجد مصالح وخلافات ومجتمع متشابك..يوجد حب عليه أن يتعامل مع كل الظروف من حوله عليه أن يجعل الخريف ربيعاً والشقاء سعادة، ويهدينا حالة من الرضا النفسي والسكينة المبدعة.
أؤكد أن الحب كائن مهم في حياتنا..أؤكد أن حياتنا بدون حب لا توصف بأنها حياة ..أؤكد أن الحب يعلّمنا كيف نجعل مشاعرنا جسراً إلى الإستمتاع بالحياة.. وفي الحب إكتشاف للإنسان الآخر الذي منحته عن ثقة هذا الحب وفيه أيضاً متعة قبول أفكاره وشخصيته ومشاعره والإعتياد عليها ومابين الإكتشاف والقبول تحدث الكثير من التطورات والمناقشات والتنازلات والمفاوضات غير المعلنة للتعامل مع هذا الذي سوف تمنحه قلبك وحياتك وعمرك.
من الخطأ أن يحاول أي طرف السيطرة على الطرف الآخر..من الخطأ أن يفرض شخص على شخص أن يصبح نسخة أخرى منه.. يرى الحياة من نفس الزاوية ويتعامل معها بالطريقة ذاتها.
لكن هذا ما سوف يحدث وتنفجر أزمات الحب.. تتفتت مثل عصفور ضربته رصاصة طائشة في اللحظة التي كان يستعد فيها للطيران إلى مدينة جديدة.. حين نعثر على عصفور مقتول عند شجرة على الطريق تصور أن هنا إلتقيا حبيبان وإفترقا حبيبان.
منتهى الصعوبة والقسوة نهاية قصة حب.. النهاية مشتعلة نارآ والنار..لاتطفئها الدموع..والدموع لا تموت في العيون.. والعيون غائمة مثل شتاء ديسمبر.. مثل ليالي البرد.. مثل صراخ طفل رضيع فقد صدر أمه.. من الصعب أن أصل إلى وصف دقيق وعام للحظة مفترق الطرق. في الحب من الصعب أن أجد الصورة التي تختصر فيضاً من المشاعر التي تغادر الزمن مجروحة ممزقة حائرة على الأقل لا تعرف في أي الشواطىء سوف ترسو مرة أخرى.؟
نفترق..معناها أن إثنين كانا أقرب الناس على ظهر الأرض سوف يتحولان بعد لحظة إلى أبعد إثنين عليها هذه قسوة الفراق تلك اللحظة التي قد تطول وتصبح عمراً هي أصعب لحظات الحب والعمر أيضاً.
ومن أجل ألم هذه اللحظة يحاول البعض تأجيلها على أمل ألا يعيشونها ويفرّطوا أحياناً في تقديم التنازلات خوفاً من لحظة الفراق ولاتصدق أن هناك إنساناً أقوى من تلك اللحظة مهما حاول أن يبدو كذلك هذه اللحظة تشبه العاصفة غير المتوقعة التي تطيح بأشياء ثابتة في الحياة لم تكن تتوقع الإطاحة بها!
والإنسان (أي إنسان) يقابل هذه اللحظة الفاصلة في الحب مرة في العمر على الأقل وتترك آثارها الواضحة جداً على شخصيته ونفسيته مهما نسى أو حاول أو غيّر حياته ويحاول ألا يمر بها مرة أخرى وفيها وبعدها نشعر بعدم التوازن وعدم الأمان والجنون وتتخبطنا مشاعر الخيبة والإحباط والرغبة في الإنتقام والأمل في العودة وإحساس اللامبالاة ومراجعة النفس والندم والانتصار والخوف والغرور.. تهتز الأحلام ونرفض تصديق الواقع الذي نعيشه لقد تحركت الحياة ورأينا منها وجهاً آخر ولا نعرف بدقة هل ما فعلناه هو الصواب أم الذي وقعنا فيه هو الخطأ.؟
أزمة الفراق في الحب أنها أخيرة وبلا رجعة.. الفراق يدمر معه الكثير من المشاعر بين الطرفين مثل إعصار قوي يباغتك في لحظة غير متوقعة..فإذا فرضاً عاد الطرفان بعد إفتراق سيعود كل منهما شخصاً آخر في داخله ذكرى قلب مجروح وإحساس غير دائم بالأمان.
لذلك أقول للأحباء لا تفترقا لا تعلنا الفراق إذا كان بينكما حباً حقيقياً..هل تضمنا أن تجدا حباً آخر؟ والأهم ليس بعد الفراق عودة لاحب يعود بريئاً قوياً دافئاً ناصعاً مثلما كان.
إفترقا إذا كانت تلك هي النهاية الوحيدة المتاحة..إفترقا إذا وصل الحب إلى درجة الصفر..إفترقا إذا كان في موت الحب ميلاد حب.
على الرغم من رومانسية الحب التي لا أملك إختصارها إلا أن واقعية الحب هي التي يجب أن تتدخل في الوقت المناسب لحل مشاكله لتضع الحب من القلب الى مائدة المناقشة. يجب أن نتعلم كيف يجلس حبيبان يناقشان حبهما مرة في الشهر وهل ما زال نابضاً بالحياة؟ هل هو في حاجة إلى تدخل عاجل وواضح لإنقاذه؟ هل يكبر.. يصغر..يتنفس..يزيد ؟ هذه الجلسة يسترد بها الحب صحته وعافيته وسيرته الأولى..يسترد وعيه وأحلامه وقوته..يسترد ثقته بنفسه ومن معه.
سرعة إيقاع الحياة وتراكم مشاكلها ورفض العشاق مناقشة مشاعرهم والإعتراف بأخطائهم تقتل الحب كيف نحب؟ ولانقبل أن نمنح الحب نفسه فرصة للحياة والتعبير عن مطالبه.؟ أمنح الحب الحرية وأمنح نفسك الثقة في الحب وبمن تحب وإجعل من الحب حياتك وإشرح صدرك بالحب في تلك اللحظة لست بحاجة كي يُقال لك كيف تواجه لحظة لست بحاجة إليها.


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:55 PM.



© جميع الحقوق محفوظة لـ فهد الحربي - fahad.alharbieer@gmail.com