أنت عيد اعيادي

[فهد الحربي]

أنت عيد أعيادي

حبيبتي الوحيدة.. مالكة قلبي وعقلي وكل كياني ..
هنا أرى على الوجوه فرحة العيد المجيد... وهناك إبتسامة على الشفاه تدل على التفاؤل بعام سعيد وهنا وهناك حفلات وولائم بمناسبة هذا العيد وعلى أضواء الشموع... يتعانق الأحبة.. فتتسارع نبضات القلوب وتهمس الشفاه بأحلى كلام الحب وكل عاشق يقول لمحبوبته: أحبك حبيبتي .. وترد هي : أحبك حبيبي، إلا أنا .. فأجد نفسي وحيداً والعالم كله من حولي.. غريباً في وطني وبين أهلي؟ لأنك لست معي؟ بعيدة عني؟ حزيناً على قلبي الذي يتعذب ويعذبني... ينـزف دماً وألماً ؟ كلما شاهد القيود والأغلال تكبل يديك وقدميك.. يتمزق .. يحترق ... يثور.. يصرخ مهدداً .. متوعداً بأن يحاربني .. يهجرني ... يتركني إن لم أحررك وأحميك من كل من يحاول أن يبعدك عني؟ أو يأخذك مني؟ أو سمحت لنفسي بالنظر لغيرك؟ أو الإبتعاد عنك؟ ولاحبيبتي لا ... لن أسامح نفسي أبداً إن أنا تركتك حيث انت؟ أسيرة عقلية جاهلية ... مسلوبة الإرادة والحرية.. سجينة.. بريئة.. مظلومة... والسجان إنسان؟ لكنه يختلف عن كل البشر ؟ فهو إبن العصر الحجري؟ وأبو الليل الجاهلي؟ وأنت إبنة الشمس وأخت القمر؟
_ آه لو تعلمين حبيبتي كم من السنين حلمت بك؟ كم من القرون والألفيات أحببتك؟ كم من الدهور أنتظرتك؟ كم من المسافات طويت عبر القارات والكون آلاف آلاف المرات؟ وكم أنهكني المسير والسهر لأصل إليك؟ وكم هو عسير عليَّ أن أفقدك بعدما عثرت عليك وألتقيتك؟ وأدركت أنني ما خطوت خطوة في حياتي إلا وكانت روحي تحتضن روحك، وقلبي يعانق قلبك وما قلت

أو كتبت كلمة أو قصيدة حب إلا لك أنت، وما كنت يوماً وحدك، ولم ولن أتركك أبداً بعد اليوم وحدك فأنا لك وأنت لي ، ولن يفرقنا لأزمن ولا حياة ولاموت فحبنا أبقى من الزمن وأخلد من الحياة وأقوى من الموت