الحاسة السادسة

((الحاسة السادسة)) العاطفة قادرة على أن تخرق الفولاذ حتى تقتحم الفؤاد وذلك بسبب تلك الإنفعالات الوجدانية التي تحدث ضغطاً في الأثير يملأ فضاء الدنيا بشحنات شعورية على هيئة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-16-2024, 06:56 PM
الصورة الرمزية فهد الحربي
فهد الحربي فهد الحربي غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 296
افتراضي الحاسة السادسة

((الحاسة السادسة))


العاطفة قادرة على أن تخرق الفولاذ حتى تقتحم الفؤاد وذلك بسبب تلك الإنفعالات الوجدانية التي تحدث ضغطاً في الأثير يملأ فضاء الدنيا بشحنات شعورية على هيئة أمواج غير مرئية تدخل النفس الإنسانية فتؤثر فيها بعمق وقوة وجاذبية.
أعتقد أن معظمنا يعرف ماذا تعني كلمات: (أرتحت له أول ما شفته) أو (بدون سبب دخل قلبي) أو (صدري أنشرح له الظاهر عليه إنه ابن حلال) أو (صراحه حسيت بشيء يجذبني نحوه بس مدري وشو) وغيره.. وغيره.. من تعليقات تدخل ضمن مجالات الغموض الحافل بالتوقعات التي تدور معظمها حول نقطة واحدة هي الإحساس بالآخرين أو النفور منهم أو الانجذاب نحوهم لدرجة أننا نكاد نشعر مشاعرهم نحونا وهذا هو موضوعنا الذي سوف نتحدث الآن مع بعضنا.
بدون تعليق وبلا حوارات أومناقشات أستطيع أن أؤكد وأقول: إن الموضوع هو إحساس وشعور فمعظمنا يستطيع خلال لحظات عابرة أن يستشف الحالة الشعورية السائدة في المكان النابعة أساسآ من عقل الإنسان والمنتشرة في الهواء الذي نتنفسه ونلامسه.
طبعا هذا ليس كلامآ في الهواء ولا نقشآ على الماء إنما هو نوع عجيب من العلم يحتاج ممن يتلقاه ويعيه أن يكون شخصآ ذا مواصفات خاصة أهمها أن يكون إنسانآ مرهفآ وحساسآ وشفافآ
وهذا ماتظنه غالبية الناس إنسانآ مكشوفآ عنه الحجاب أو مايسميه البعض إنسانآ يحظى ب(الحاسة السادسة) ولديه المقدرة على الحدس والتوقع والتنبؤ بأمور يتم حدوثها فيما بعد في وقت لاحق قريب مما يقوله أو يشعره به وهنا يكمن هذا السؤال :هذه القوة الظاهرة الخارقة أحيانآ لما هو معروف ومألوف هل لها طبيعة مادية تميز شخصآ عن آخر؟ أو أنها كلها مجرد تخيلات وتصورات غير حسية قد تختلف من شخص لآخر وتتفاوت من موقف لآخر؟ أي بمعنى أن تصيب مرة وتخطئ مرة أو قد تصدق مرة وتكذب مرات ومرات؟
وحتى أستطيع الإجابة على هذا السؤال أحتاج أن أعطيكم هذا المثال:
نحن نشاهد جحافل النحل تجمع الرحيق من الزهور وهي حين تنتهي تتجه بما جمعت نحو الخلية في إتجاه مستقيم تضرب استقامته الأمثال وتستمر في طريقها الطويل الذي قد يتجاوز بضعة كيلو مترات دون أن تتيه أو تخطئ أو تحيد؟
في هذه الحالة قطعآ لن نستطيع القول إن النحل يهتدي بإحدى الحواس الخمس المعروفة وهي السمع والبصر والشم والذوق واللمس لأن الطريق طويل جدآ وقدرات النحل على إدراك عوائقه لاتحتاج إلى تعليل أو تفسير فهي دون ذلك بكثير وكثير.
إذن..النحل تعود بفضل ظاهرة غير معلومة الهوية وهذا هو ما سأذكره الآن رداً على ذلك السؤال السابق هذه القوة الظاهرية لها علاقة مباشرة ببعض العيون والنوافذ الموجودة لدى الحشرات..أما بالنسبة للإنسان فيوجد جزء في المخ يسمى (الجسم الصنوبري) موجود مغطي ومدفون تحت الجزء الأمامي من المخ بين المراكز التي تستقبل المرئيات.
هذا الجزء الصنوبري الصغير يتلقى الإشعاعات الأثيرية السابحة في الهواء التي لاتدركها الحواس الخمس المعروفة فيحولها إلى أجزاء المخ التي تستطيع ان تلتقطها وتتعامل معها بأن تجعلها لونآ من ألوان الوعي والفهم والإدراك.
وهذا ما يفسر لنا مقدرة الطيور المهاجرة على العودة إلى الأوطان بعد رحلات السفر الطويلة كالسمان الذي يرحل إلى شطآن البحر الأبيض المتوسط في أوقات الخريف والحمام الزاجل الذي يعود إلى عشه الأول مهما طالت المسافات وتباعدت الأوقات. وهذا غالبآ ما يكون عملآ تلقائيآ استجابة لدافع آلي تمامآ كما يحدث عندما تتجه قطعة الحديد نحو قطعة المغناطيس..أوعندما يتجه سن الإبرة في بوصلة البحار نحو القطب المغناطيسي.
لذا نستطيع أن نقول إن الجزء الصغير الغامض من المخ هو مقر الحاسة السادسة فعندما يتلقى المخ إشعاعات معينة تكون بعض الخلايا ذات الصلة بهذا الاسم الصنوبري في حالة تذبذب مطابقة للذبذبات المنبعثة من الجسم الآخر بمعنى أنهما يكونان على موجة واحدة كما يُقال في عالم اللاسلكي فالمخ توجد به أجهزة إستقبال خاصة تتلقى تنبيهات السمع والبصر وغيرهما كما تتكون فيه كتلة أخرى كبيرة تميز وتضبط كل التنبيهات التي تتلقاها وتمزجها ببعضها البعض وهذه هي العملية التي يطلق عليها اسم (التفكير) بنوعيه الوعي واللاوعي.
وبسبب ذلك التفكير المحدد الذي ينحصر في زاوية معينة قد تضم شخصآ أو شيئآ معينآ يتم نوع من الحس الشعوري واللاشعوري الذي تنجم عنه تلك الظاهرة الخارقة الفذة التي نطلق عليها اسم الحاسة السادسة وعن هذه الزاوية المعينة التي تضيق حول شخص بعينه فنرسل إليه ونستقبل منه بعض ذبذبات هي عبارة عن أفكار وخلجات سوف نعرف ماذا تفعل بنا تلك الرغبة الشديدة في شيء ما أو شخص مانتمنى ان نعثر عليه أو نراه.






رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:35 AM.



© جميع الحقوق محفوظة لـ فهد الحربي - fahad.alharbieer@gmail.com