عن السعادة أتحدث

[فهد الحربي]

الجميع يتفق على أن السعاده شيء نسبي وليس مطلقاً لذا فهي تتفاوت من شخص لآخر..ولكن هل نستطيع أن نضع مفهوماً شاملاً لمعنى السعاده.؟
ربما نستطيع ذك ولكننا بلا شك لا نستطيع بسهوله أن نضع عوامل ثابته للسعاده حيث أن أسباب السعاده تختلف من شخص لآخر كما ذكرنا سلفاً..ومن هنا أستطيع أن أعبر عن السعادة بأنـها..الدافع أو الحافز الذي يجعل الإنسان يضحك ملء صدره..ويأكل ملء معدته..وينام ملء جفنيه وكل ذلك ممزوج بإحساس صادق بالحياه.
ولكن دواعي السعاده هي التي تختلف..فالبعض يراها في جمع المال واكتنازه..بينما هناك من يجعلون القناعه والرضا تاجاً على رؤوسهم..وآخرون يتلذذون بإقامة الحفلات الراقيه ولبس الملابس الغاليه والسهر على الموسيقي العاليه والتنقل من غانيه.. في حين يستشعر آخرون طعم السعاده الحقيقيه في التواصل الأسري والاجتماعي مع الآخرين..وأيضاً رغم أنها (فئة قليله) يوجد من يسعدون لسعادة الآخرين فيرون الفرحه في ضحكة الطفل البريئه وفي إطعام مسكين بائس وفي تفريج كربة فقير يائس...
ومن الناس من يجعل حياته سلسله متواصله من الطموحات والأحلام والأماني والأهداف الساميه فكلما حقق واحده فهو بذلك ارتقى وعلا حلقة واحده من حلقات سلسلة السعادة الطويله وهو يعتقد أن من يعيش بدون هدف فهو يعيش عيشة الكلاب الضاله
وعلى الرغم من هذا كله ربما نستطيع أن نضع عوامل ثابته ولو (نسبيآ أو تقريبيآ) للسعاده أهمها:
المال
الصحه
الجمال
الراحة النفسيه
البنون
إنها حقاً نعم كرم الله بها بعض خلقه لكنها أسلحه ذات حدين حيث أنها يمكن أن تكون نقماً تسبب شقاء وتعاسة الإنسان وضياعه.
وفي الختام..
لو افترضنا إن إنساناً ما حقق المعادله الصعبه ووصل إلى السعاده وتشبث بها واستمر الحال على هذا المنوال..ألا تعتقدون أن الحياه حين تسير على وتيره واحده قد تصيب الإنسان بالملل والفتور؟! ولا شيء يقضي على الملل إلا التغيير والتبديل .؟
لذا فإن تدخل وتطفل لحظات الحزن والألم والعذاب على حياة الإنسان جاءت مسايره للطبيعه البشريه والفطره الإنسانية فلم يخلق الخالق سبحانه وتعالى شيئاً عبثآ وسبحان الله حين جعل دوام الحال من المحال.