عزيزي الرجل..مع التحية

((عزيزي الرجل..مع التحية)) عزيزي الرجل: من فضلك حاول أن تتكلم مع زوجتك يوميآ لمدة ربع ساعة على الأقل..أرجوك دردش معها في أي موضوع يعجبك فقط..أشعرها أنك تحب

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 05-26-2024, 07:55 AM
الصورة الرمزية فهد الحربي
فهد الحربي فهد الحربي غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 296
افتراضي عزيزي الرجل..مع التحية

((عزيزي الرجل..مع التحية))

عزيزي الرجل:
من فضلك حاول أن تتكلم مع زوجتك يوميآ لمدة ربع ساعة على الأقل..أرجوك دردش معها في أي موضوع يعجبك فقط..أشعرها أنك تحب أن تحادثها..أنك مهتم بها وبذلك تقتل غول الصمت بينكما وتستبدله بطائر الحوار الصداح الذي يظل ينشد أهازيج هذا الحب المباح والمتاح.
في الحقيقة هذا الرجاء لم يأت هكذا فجأة أو وليد الصدفة إنما جاء من خلال مسح أجرته مجلة نسائية بريطانية أعلنت فيه 67% من النساء البريطانيات أكدن أن حياتهن ستكون أفضل وأسهل إذا أمضى أزواجهن 15 دقيقة يوميآ في الحديث إليهن.
هذه الدراسة كانت تدور حول إحتياج المرأة البريطانية للكلام..فما بالك إذآ عزيزي الزوج بإحتياج المرأة الخليجية بشكل خاص او العربية بشكل عام ؟
أعتقد أنها ذات طبيعة خاصة تفيض عطفاً وحبآ وتتميز بغزارة الشعور ورقة الإحساس..لذلك أظنها سوف تحتاج المزيد من الوقت حتى تشبع منك ومن جلستك وحوارك وآرائك.. ففي الواقع المرأة العربية أكثر اعتماداً على الرجل من الغربية..كما أنـها أكثر التصاقآ به منها لكن ماذا عن الرجل نفسه؟!.
أظنني سوف أعود بهذا السؤال إلى عمق تاريخ العرب لنعرف معآ طبية العلاقة بين الرجل والمرأة في ذلك الوقت وأيضاً لنعرف مدى صلة الرجل بالمرأة في ذلك الزمان خصوصآ وأن الرجل العربي يختلف فهو رجل لماح دقيق الحس.. يقظ الشعور..متنبه الوجدان..واسع الخيال وهذه كلها غرائز أنمتها حياة الصحراء وما يصاحبها من أحداث مفاجئة وغارات مخالسة وكانت للمرأة دومآ في قلب هذا الرجل مكانة عاليه تغذيها غريزة قوية عنيفة متوثبة.. إذ لم يكن للرجل العربي من سلوى في حياتة القاسية المتحفزة إلا المرأة التي كانت ترافقة ولاتكاد تفارقه سواء في أوقات السلم وحتى في أوقات الحرب.
من هذا يتضح أن طبيعة العلاقة بين الرجل العربي والمرأة العربية كانت علاقة وثيقة لصيقة فهي معه دائمآ في لحظات الخوف والأمن وفي أوقات الطفولة والشباب..في رعي الإبل والغنم وفي رحلة الحي حين يصفو الجو ويحين إستمتاع الربيع فقد كانت المرأة هي التي تروي ظمأه وتعد طعامه وتأسو جراحة وتقوي نفسه وتشدعضده حين تلفحه الحرب وتغشاه السيوف..لذلك عاش الرجل العربي حينذاك وهو يعتقد أن المرأة محور حياتة ومدار موتة..بها يحيا ومن أجلها يموت..فلماذا كان يحدث هذا من قبل؟! ولماذا لم تعد تتوثق الصلة بينهما الآن؟ وهل سيقتصر الأمر فقط على ربع ساعة كلام في كلام؟ وياليتها تستمر هذه النعمة اللغوية التي ندعو الله أن تدوم وتبقى وأن يحفظها ويمنع عنها الزوال..لكن هنا يتوجب علينا البحث عن إجابة هذا السؤال:
لماذا كانت الصلة حميمة وصادقة وصافية بين الرجل العربي القديم والمرأة في ذاك الزمان؟ ولماذا لم تعد كذلك الآن؟! هل لأن التغيير طال الناس والمجتمع (الدنيا تغيرت) أم لأن طبيعة العلاقة بينهما هي التي اختلفت لسبب نابع منهما وحدهما؟ كأن تصبح المرأة مشغولة عن الرجل بأعبائها وهمومها والرجل نفسه لاه عنها بأعمالة ومسؤولياتة واهتماماتة التي تبعده عنها؟
أنا في رأيي أن هناك أمور كثيرة سأعطيكم لمحة بسيطة تتعلق بخيال الرجل العربي القديم الذي كان يهيم حبآ ويموت عشقآ وقبل ذلك يكاد يفقدعقله بسبب شغف قلبه بامرأة هام بها حبآ..وهذا ماحدث بين (جميل وبثينه) التي رآها (عبد الملك بن مروان) بعد موت جميل فأنكرها وقال لها: ماذا رأى فيك جميل حين هام بك وأنت حمشاء أدماء دقيقة الساقين حديدة العقبين؟
فقالت: لقد رآني جميل بعينيه لابعينيك يا أمير المؤمنين.
العجيب أن الكلام العنيف الأقرب للسباب كان هو السبب في تعلق قلب جميل ببثينه وفي ذلك يقول :
وأول ماقاد المودة بيننا
بوادي بغيض يا بثين سباب
وقلنا لها قولآ فجاءت بمثله
لكل كلام يا بثين جواب.


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:31 AM.



© جميع الحقوق محفوظة لـ فهد الحربي - fahad.alharbieer@gmail.com