تأملات من القلب

[فهد الحربي]

( تأملات من القلب )

جمال المرأة الحقيقي في عقلها... والمتعة الحقيقية في المرأة تكمن في الإنصات إلى حديثها الذهني والعقلاني... يمكن أن تتعلق عيونك بفتاة جميلة لحظة أن تراها... لكنك سوف تنجذب وتنشد بكل جوارحك ومشاعرك فيما تنصت لحديث خلاب من فتاة عبر الهاتف... وتتمنى لو طال بك الوقت لتسمع المزيد من هذا الفيض الجميل الذي يجعلك تحلق في آفاق من المتعة والنشوة الفكرية هل جالس أحدكم فتاة لها عقل راجح يزدحم بالثقافة العفيفة النابعة من الدين الحنيف والمغلقة بطهر المدنية ونبلها وأستمع إلى حديثها الطيب وقد تجرد فكره من كل نزوات " الرجل" ؟؟.
إن الإستماع إلى إمرأة من هذا النوع لمتعه ما بعدها متعة، فليس أجمل من الحوار العقلاني البناء وليس أمتع من تبادل الآراء بعيداً عن الثرثره المملة.
جرب أيها الرجل... أن تعشق المرأة من هذا الجانب... رغم أن في المرأة جوانب أخرى كثيرة تستحق منا أن نقف طويلاً في محرابها... لكننا للأسف نبحث دائماً عن المتع العائمة فوق السطح..

_ _ _

كلاً منا يتمنى لو أن له جناحاً كالطائر ويطير... كلنا نعشق الطيران ... نعشق أن نحوم كالطائر في السماء... في الآفاق... أننا كبشر رغم ما نملك ما زلنا نحسد هذا الطائر الصغير على طيرانه الذي قد يكون فيه حتفه، ربما لشعورنا بوجود قيود خفية تقيد حركتنا... أو لشعورنا بالملل والسأم من روتين الحياة... أو لحاجتنا إلى الهرب بعيداً عن واقعنا... عن مشاكلنا... عن أحزاننا... أو لحاجتنا إلى المغامرة التي من شأنها أن تجدد حياتنا؟؟ فمنذ القدم والإنسان يحلم بالطيران وهذا ما دفع
" عباس بن فرناس" أن يدفع حياته ثمناً لمغامرته غير المأمونة ولو عاش " عباس بن فرناس" إلى هذا الزمن لاستطاع الطيران ولن بطريقة غير الطريقة التي طار بها وأودت بحياته.

_ _ _

ذكر العنكبوت هو أكثر الأزواج بؤساً... وأقصرهم عمراً، أما بؤسه فراجع إلى كراهية أنثاه له... فهي لا تطيقه ولذا فهو يلقي أنواعاً من العذاب في الوصول إليها، أما قصر عمره فسببه أن الأنثى تقتله لحظة انتهاء عملية " التزاوج" .
كم أنت محظوظ أيها الرجل؟؟

_ _ _

ما أكثر أصدقاءك حين يكون جيبك عامراً بالملايين... وما أندرهم حين تدور عليك الأيام ويعضك ناب الفقر . وما أكثرهم حين تكون ذا منصب كبير وصاحب نفوذ تراهم يلتفون حولك كإلتفاف الفراش حول النور... فإذا ما انطفأ نورك وفقدت بريقك ولوا عنك مدبرين.
لذا قالوا: في الشدائد والأزمات يختبر معدن الصديق، وصديق من معدن الذهب خير لك من ألف صديق من معدن الصفيح…

_ _ _

تلجأ " الحرباء" إلى تغيير لونـها ليناسب البيئة التي تعيش فيها لتحمي نفسها من الأعداء الذين يتربصون بها ويريدون قتلها فهذه الطريقة هي وسيلتها الوحيدة للنجاة من الموت .
بعض البشر مثل " الحرباء" يتغيرون كل لحظة تارة فوق وتارة تحت ولايكتفون بتغيير ألوانهم... ولكن أيضاً مبادئهم وأهدافهم والسبب حفنة من النقود... أو رتبة عالية؟ مسكينة هي الحرباء أين هي من هؤلاء .؟؟

_ _ _

قال لي أحد الأصدقاء : يا فهد أنا أشعر بالقلق... بالخوف من الغد... من الإكتئاب... الأيام تتقلب يا فهد... والزمن يدور... ومشاكل الحياة لاتنتهي... كلاً يجري وراء لقمة العيش ... وكلاً يريد تأمين مستقبله ومستقبل أولاده... الكل يصارع الحياة من أجل الأفضل لكن الصراع لاينتهي ولايتوقف.
قلت له : يا صديقي وحدهم المجانين الذين لا يشعرون بشيء لأنهم لايدركون ما يجري فوق هذه الأرض، أما الإنسان العاقل فقد خلق ليضحك ويبكي ويفرح ويحزن ويقلق ويتألم ويهدأ ويسعد حتى يموت.

_ _ _

الكراهية أمر يحتمل وقد تزول بزوال السبب، ولكن أن تكون بلا سبب فذلك أكبر الخطايا... لأنه يعكس وبكل وضوح حقيقتنا الكريهة ذات الميول العدوانية والمتشبعة بالحقد الذي لن يزول أبداً.

_ _ _

قد تكون أغنى الناس... وتكون في نفس الوقت أفقرهم وقد تكون أفقر الناس وتكون في نفس الوقت أغناهم …
ليس في هذه المعادلة أي غرابة؟ فأنت أغنى الناس وأفقرهم حين تكون بلا أصدقاء... وأنت أفقر الناس وأغناهم حين يكون لك أصدقاء فالمال يذهب أو يتبدد... لكن الصديق الصدوق كنـز لاينفد.

_ _ _

لاتكن من الذين يتفرجون على الأحداث... ولاتكن سلماً يصعد عليه الصاعدون وينـزل دونه النازلون ولا يصعد ولاينـزل... ولاتكن ثعلباً يركبه الشر، فإن عجزت فكنْ كما تشاء ولكن إياك أن تكون ذلك الشخص الذي لا أحد يفرح به حيا ولاأحد يحزن عليه ميتاً... لاتكن بخيلاً.

_ _ _

الشك داء عضال وأكثر ضحاياه من النساء
فإذا علمنا أن عند كل زوجة في العالم دليلاً واحداً على أن زوجها يحبها... وألف دليل على أنه لايحبها... عرفنا حجم المصيبة التي تقع على رؤوس الأزواج الذكور، فالمرأة الفرنسية لاتصدق أنك تحبها إلا إذا أرتكبت من أجلها حماقة … والمرأة الإيطالية لاتصدقك إلا إذا ارتكبت من أجلها جريمة... والمرأة العربية لاتصدقك إلا إذا سرقت من أجلها بنكاً؟

_ _ _

المثل العليا لاتجف ولاتذبل... والقيم لاتنهار، فقد تتعطل لفترة قد تطول أو تقصر... وقد يصيبها بعض الخلل فلا تعمل بالشكل الذي نريد... ثم يأتي ظرف آخر يحركها من جديد... فالمثل والقيم تعيش بداخل كل إنسان... الطيب والسيء ولايخلو كل قلب مظلم من نقطة نور، المهم أن لانيأس... أن لا نفقد الثقة في الذين نحبهم رغم أخطائهم... أن لايتحول البشر في نظرنا إلى وحوش، والأهم أن تستفيد من الفشل ومن التجارب فلكل تجربة ناجحة كانت أم فاشلة درس بليغ... وهذا الدرس قد نستوعبه في بادئ الأمر من فرط الفرح أو الحزن... ولكننا في النهاية وبعد أن نهدأ... نعي الدرس جيداً.

_ _ _

المرأة تخرج من تجربة الولادة شبه ميتة
والرجل يخرج من التجربة الحب ... شبه محطم
ويقسم كل منهما على عدم تكرار التجربة... لكنهما يعودان إلى تكرارها بعد فترة وجيزة... وليس في الأمر غرابة... لأنه طبيعي جداً ... لكن الغرابة تكمن في هروبنا من ممارسة أدوارنا في الحياة بسبب الخوف أو الألم .