شانتي ديفي وقصة من عالم آخر

[فهد الحربي]

لقد أثارت قصة تلك الفتاه الهنديه التي ادعت أنها عاشت (حياة) قبل حياتها شكوك العلماء مما دعاهم أن يضعوها تحت اختبارات كثيره للتأكد من صحة ادعائها لكنهم اعترفوا بفشلهم لأنهم لم يستطيعوا تفسيرآ لهذه المشكله المعقده أو حتى انكارها.
تنتمي عائلة (شانتي ديفي) إلى طبقه متوسطه عاشت حياتها بهدوء وسلام..ولدت في دلهي عام 1926 ولادة طبيعيه ولم يكن هناك أي مؤشر ينذر والديها بأي خطر وعندما خرجت عن طوق طفولتها البريئه لاحظت الأم ارتباك ابنتها وانطوائها الزائدين والاستمرار في التحدث مع شخصية مجهوله..
وعندما بلغت سن السابعه بدأ والداها يهتمان بها وبشكل خاص لما لاحظـاه من قدرات عقليه عند شانتي لأنها في تلك السنة بالذات... ابلغت أمها بأنها عاشت حياه أخرى من قبل في مدينة تدعى (موترا) ووصفت البيت الذي كانت تعيش فيه..أخبرت الأم زوجها بما أفضت به ابنتها فأخذها إلى اخصائي شرع بدوره في استجوابها عن كثب.
مرت الأعوام وتغيرت الأحوال..أما شانتي فقد بقيت على حالها لم تغير أي شيء في مضمون قصتها.
وفي عام 1935 أخبرت والديها بأنها عاشت في (موترا) وانها تزوجت وانجبت ثلاثة أطفال وذكرت أسماءهم ووصفت أشكالهم وادعت أيضآ بأنها كانت تدعى (لودجى) في حياتها السابقه
وفي احدى الأمسيات وبينما كانت شانتي تساعد أمها في اعداد وجبة الطعام سمعتا قرعا على الباب فركضت شانتي نحو الباب لتفتحه لكنها تأخرت في الرجوع إلى المطبخ مما أثار فضول والدتها فاتجهت نحو الباب لتجدها متصلبه تحملق برجل غريب فخاطبت البنت أمها قائله:
يا أمي هذا ابن عم زوجي وقد عاش في مدينة (موترا) التي لاتبعد كثيرآ عنا.. وتبين بأن ذلك الرجل الغريب قد عاش فعلآ في موترا وحضر إلى بيت والدها لأمر يتعلق بالعمل وقد أخبرهم بأن ابن عمه تزوج من فتاة تدعى (لودجى) وقد توفيت اثناء الولاده قبل عشر سنوات
وبعد أن استمع الرجل الغريب إلى قصة (شانتي) وافق بأن يحضر ابن عمه إلى دلهي ليرى فيما اذا كانت شانتي تستطيع التعرف عليه..لم يخبر الوالدان ابنتهما بالخطة المدبره وعندما حضر ابن عم الرجل الغريب إلى البيت رمت الفتاه نفسها بين ذراعيه وقالت بصوت مؤثر (انه كان زوجي)
كونت الحكومه الهنديه لجنه خاصه من العلماء في النظر والتحقيق العاجل في أمر هذه الفتاة الغريبه..فأخذها العلماء إلى مدينة (موترا) ولحظة نزولها من القطار تعرفت شانتي على أم وأخ زوجها ونادتهما باسميهما وكذلك تحدثت بلهجة (موترا) العاميه.
استمرالعلماء بإجراء اختباراتهم على الفتاه فعصبوا عينيها ووضعوها داخل عربه فصارت توجه السائق بلا تردد إلى شوارع المدينه واصفه معالمها البارزه المختلفه كلما مرت بجانب إحداها..وأخيراً طلبت من السائق أن يتوقف في نهاية زقاق ضيق ثم قالت:
(هنا.. كنت أعيش)
عندما فك العلماء العصبه شاهدت الفتاة رجلا عجوزآ يجلس أمام بيته يدخن فقالتكان هذا والد زوجي)..والأغرب من ذلك أنها استطاعت التعرف على الطفلين الكبيرين أما الأصغر والذي كان سبب وفاة (لودجي) لم تستطع التعرف عليه.
قال العلماء في تقريرهم: شانتي ديفي طفلة ولدت في دلهي وانها تتذكر (حياة) سابقه بالتفصيل في (موترا) وانهم لم يجدوا أي دليل على المراوغه أو الكذب وانهم لايملكون أي تفسير لما قد شاهدوه..
شانتي ديفى عاشت بعد ذلك في نيودلهي وعملت كموظفه في الدوائر الحكوميه.
أما قصتها بكامل مستنداتها فمدونه في سجلات وملفات الحكومه الطبيه وفي عام 1985 أخبرت شانتي رجال الطب الذين استجوبوها بأنها تعلمت كيف تكيف نفسها لتعيش حياتها الحاضره وان الشوق الى ماضيها الغريب لم يعد أبدا يقلقها..
وتبقى قصة شانتي ديفى سرآ لم يكشفه العلماء..أما شانتي نفسها فماهي إلا دليل حي للغز أغرب من الخيال.