نوع من الكُتاب

[فهد الحربي]

هناك الكثيرون ممن لايزالون يكتبون ويصنفون أنفسهم في صفوف كبار الكتاب والمؤلفين والمبدعين واذا قرأنا لاحدهم نجده لا يتجاوز مستوى كاتب مبتدىء في أحسن حالاته ذلك لأنه لا يتجاوز الذاتيه أو العاديه وطريقه الابداع عنده أوما يظنه إبداعاً ليس الا أفكاراً جوفاء ومستهلكه على السنة العامة من الناس ومن البديهي أن الكاتب الذي يجتر ذاته ولايأتينا بالجديد من القضايا العامه والتي تهم المجتمع بطريقه موضوعيه في الطرح والتحليل انما هو من الاسفاف بمكان بحيث لايكلف القارىء المتنور نفسه عناء استهلاك الوقت في أمور صغيره كقصة حياته وما يدور بها من أشياء صغيره وكبيره ليست بذات أهميه.
وهذا النوع من الكتابه يبتعد كل البعد عن الكيف المطلوب من قبل القارىء في مجتمع بحاجه الى كاتب ملتزم يستطيع من خلال فكره ومواقفه طرح قضاياه وتحليلها وتبنيها.
ان الكاتب النرجسي يغلب على مواقفه طابع التقلب والتذبذب وسلخ جلده وتغيير لونه كالحرباء ونحن لا ننكر أن الانسان قد يمر في مواقف حياتيه متعدده تنعكس على نفسيته لكن الكاتب الملتزم ينبغي أن يتجاوز هذه الطفرات العارضة ولايختل توازنه ويفقد أعصابه ويظهر لنا في كتاباته كبهلوان يروح ويجيء في محور الذاتيه الضيقه ويعزف لنا دائماً على وتر واحد متوهماً أنه يملك زمام الموسيقى بجميع أوتارها ونغماتها.
إن هذا النوع من الكتاب الذي يظن نفسه عملاقاً هو أسوأ أنواع الكتاب لأنه بذلك يظن أنه توصل الى معرفة ذاته وبالتالي فانه لايدري ولا يدري أنه لا يدري.
إن الحياة بمشاكلها المتعدده وأحداثها المتتاليه هي القضيه التي يبرز من خلالها الكاتب ولاضير أن يكتب في أي منها سواء كانت عاطفيه أم وطنيه أم اجتماعيه أم انسانيه.. أما أن يجعل من ذاته محور الحياة فهذا هو شر البليه.
لقد انتهى عصر(نرسيس) وحالة الاعجاب بالذات والعشق الذاتي وبدأنا نعيش عصر الواقعيه الملتزمه بقضايا الوجود الانساني ومصير المجتمعات البشريه..أما النوع الذي يصر على المضي قدماً في دائرة النرجسيه فهو ممثل ليس الا لأننا لا نستطيع اكتشاف حقيقته التي لا تهمنا.