سلام عليك أيها الحب

((سلام عليك أيها الحب)) هذه الحكاية يرويها اخي وصديقي العزيز (أبومشاري) : يقول ذات يوم وأثناء خروجي من العمارة التي أقطن فيها شاهدت عجوزاً تجلس على إحدى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-05-2024, 02:17 PM
الصورة الرمزية فهد الحربي
فهد الحربي فهد الحربي غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 296
افتراضي سلام عليك أيها الحب

((سلام عليك أيها الحب))


هذه الحكاية يرويها اخي وصديقي العزيز (أبومشاري) :
يقول ذات يوم وأثناء خروجي من العمارة التي أقطن فيها شاهدت عجوزاً تجلس على إحدى عتبات مدخل المنزل وشاهدتها تمسك بيدها بعض الطعام وتلتفت ناحية (قط أملح ) وربما كانت رائحته (فطيس) نظراً لتنقله من صندوق قمامة (وانتم بكرامه) إلى آخر..شاهدتها تلتفت ناحيته وتناديه قائلة له: بسبس..بسبس..وتلوح له بالطعام لكن القط كان لايعيرها أي إهتمام لأنه تصور أنها كبقية بعض الناس لدينا الذين ينادونه وحين يقترب يضربونه (بالنعال) أو لأنه أصلآ لم يعتد على هذه المناداة العذبة فإن أحداً لم يقل له (بسبس) في حياته أبداً ومن ذا الذي يقول (بسبس) لقط ذكر وكبير بالسن وفي غاية البشاعة ورائحته لاتقاوم ؟ ربما لو كان قطآ (شيرازيآ) له عيون زرق وشعر ناعم كالحرير وتبدوعليه النظافة لكان قد لبى النداء لأنه أعتاد على إعجاب الناس به.
على كل حال يقول (أبومشاري): تركت العجوز وهي تداعب القط ومضيت في حالي.
في اليوم التالي نزلت كالعادة من المنزل فشاهدت العجوز تجلس في نفس المكان ومازالت تحاول إقامة علاقة صداقة ومحبة بينها وبين القط الذي شاهدته..هذه المرة يلتفت ناحيتها وهو في حيرة من أمره وقد بدت عليه الدهشه ويظهر أنه كان بين نارين هل ما يسمعه حقيقة واقعه؟ أم أن شيئاً كهذا يتراءى له؟
ثم ماذا تريد منه هذه العجوز؟ ألا يكفي ضرب الأطفال والكبار له بالاحذية والحجر وبالرفس.. لكنه القط لاحظ حنانآ يميز لهجتها وهي تناديه وأن اسم (بسبس) يجده جميلآ رغم أنه لايتناسب وشكله القبيح ورائحته التي تخنق حتى الموت لكنني مضيت إلى سبيلي وأنا مندهش من محاولات هذه العجوز لكسب صداقة هذا (القط القبيح).
يكمل (أبو مشاري) القصة فيقول: وفي اليوم الثالث شاهدت (القط) الذي كان خائفآ ومرتعبآ شاهدته يأكل من يد العجوز وهي تمسح بيدها فوق رأسه وتطبطب براحة يدها فوق ظهره..انه أمرلايصدق فهذا الذي يحدث من المؤكد أنه يحدث للمرة الأولى في حياة هذا اللاجئ المتنقل بين القمائم .
إنها المرة الأولى التي يشعر بها بالحنان والدلال وإنها المرة الأولى التي يأكل فيها من يد إنسان من دون أن يُضرب..ودون أن يشعر بالخوف من أن يباغته من يضربه أثناء أكله..ما أسعده بهذه (الطبطبه)..وما أسعده بهذا المساج الناعم لكن كيف لهذه العجوز أن تتحمل رائحته العفنه؟ وكيف ترضى ليدها النظيفة أن تعبث بهذا الشعر الخشن المقرزز؟! إن الناس يحبون القطط الشيرازية والأنواع الأخرى الجميلة الناعمه ذات الألوان الملفته والعيون الملونه ولسان حال القط يقول..إنها المرة الأولى التي يتقبلني فيها إنسان..إنها المرة الأولى التي يعجب بي أحد.. تركت تساؤلات القط جانبآ وسألت نفسي كيف استطاعت هذه العجوز أن تقنع قطآ عدوانيآ بأن يقترب منها ويأكل الطعام من يديها وهو الذي اعتاد الضرب المبرح من بني الإنسان والغدر الدائم من أفعاله؟
ومضيت في حالي وعشرات الأسئلة تطرق رأسي بعنف..وفي اليوم الرابع نزلت من المنزل كعادتي فشاهدت شيء أغرب من الخيال.. شاهدت مالم يخطر على بال أحد..لقد شاهدت عشرات (القطط) التي تشمئز النفوس من منظرها ورائحتها وقد تجمعت حول المرأة العجوز بعضها يأكل الطعام من يدها وبعضها استسلم لعملية (الطبطبه والمساج) والبعض الآخر يتمرغ دلالاً بين قدميها وفي أحضانها!
كيف أستطاعت هذه المرأة أن تجمع حولها مثل هذا العدد من هذه القطط التي
لاتأمن لأحد؟!
هل هي محاولاتـها العديدة وصبرها الذي لم ينفذ؟!
هل هو حنانها الصادق الذي ربما شعر به هذا الحيوان الذي لاينطق؟
هل هي لغة الحب التي يفهمها الجميع حتى من لاعقل له؟
لعلها كلها معآ؟
ومن المؤكد أن الحب الصادق قادر أن يصنع العجائب..وأن الحنان والعطاء المستمرين قادران أن يصهرا كل الموانع والحواجز.
بالحب..بالحنان..بالعطف أستطاعت هذه المرأة العجوز أن تكسب ثقة هذا الحيوان الخائف دائماً والمرعوب حتى من ظله!
وإذا كان هذا صنيع الحب مع الحيوان فكيف هو إذن مع بني الإنسان؟!
سلام عليك أيها الحب ففيك ومعك يعيش الجميع في أمان.




رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:05 AM.



© جميع الحقوق محفوظة لـ فهد الحربي - fahad.alharbieer@gmail.com