ليلة القدر

[فهد الحربي]

((ليلة القدر))

سهرت وأسهر الليالي حتى بزوغ الفجر.

صليت وأصلي في ليلة القدر كي يجمعني الله بك يوماً..ساعة..لحظة قبل أن يأخذني ويخطفني الموت ويضمني القبر.

نسجت لك ثوباً بلون الثلج..طرزته بشعاع الشمس..وألوان الزهور..رصعته بنجوم السماء ولآليء البحار..زينته بالورود والأقمار..خيطته بشرايين القلب..غسلته بالعطر والبخور..نشفته بنار الحب ونور الأمل وانتظرتك كعادتك أن تأتيني في ليلة القدر أو في طلة القمر أو مع إشراقة شمس العيد فأقدمه هدية عيدية لك ياحبيبتي.

سهرت..أنتظرت..مرت الأيام والليالي وأنا أنتظر مجيئك والهدية تنتظرك معي وقلبي يحترق بين أضلعي وقد غلبني النعاس فأغمضت عيني على صورتك وتراءى لي طيفك في الحلم وأنت ترتدين ذلك الثوب الأبيض فأسرعت إليك أقتربت منك وفي إحدى يديَّ وردة حمراء وقصيدة حب وقلب..وبيدي الأخرى ضميت يديك وشفتاي همستا: أحبك..أحبك حبيبتي.

وفجأة ظهرت أشباح من الظلام سلاحهم السيوف..السكاكين..الخناجر..القيود..الأغلال فأحاطوا بك وأثاروا حولك عاصفة من الغبار والدخان..أغتالوا حلمنا وفرحنا وأملنا..ومزقوا الثوب الأبيض وقصوا الشعر الطويل وشوهوا الوجه الجميل ولفوا الجسم النحيل بقطعة من الليل الأسود..ووضعوا القيود والأغلال في يديك وقدميك وحملوك بعيداً..بعيداً..إلى حيث كتبوا عقد زفافك بدموعك على أحدهم ممن ينظرون إلى المرأة..كل إمرأة بمنظار الغريزة فلايرون منها وفيها سوى اللحم..وأنت مشلولة الإرادة..مسلوبة الحرية جسد بدون روح وقلب وعقل..حية ولست بحية..ميتة ولست بميتة..ففزعت من نومي وفتحت عيني وأدركت أنه مجرد حلم صحوت منه لكي أجد نفسي وحيداً..انتظر عيداً جديداً..عيد اللقاء..أصلي في ليلة القدر من أجل ليلة قدر ليلة حب..ليلة عمر تجمعنا معاً بالحب الذي جمعنا دائماً..الحب لايموت أبداً والذي لم ولاولن تقوى عليه أشباح الظلام لاولن تمحوه الأعوام والأيام طالما كنت أنت قدري وأنا قدرك وكان الحب قدرنا فالحب خلاق المعجزات وروح الحياة وأنت روحي وحياة حياتي ياحبيبتي.

المصدر: مدونة فهد الحربي