هل تعرفون من الذي سفك الدماء في رابعة؟

[فهد الحربي]

((هل تعرفون من الذي سفك الدماء في رابعة؟ ))

أولآ:
رحم الله كل من قتل في ذلك الميدان ولكن السؤال من كان السبب في قتلهم؟!
هذا السؤال يتجاوزه كثيرون ويقتصرون على ذكر الجيش المصري الذي أقتحم تلك الميادين وقام بقتل هؤلاء الأبرياء ثم يصمتون عما سوى ذلك.
وحتى يكون الإنسان منصفآ فلابد أن يجمع أطراف القضية ويدين كل متورط بتلك المذبحة ولا يقتصر على ذكر المباشر دون المتسبب.
الذي نعرفه جميعآ أن حادثة القتل لم تقع إلا بعد 45 يوم من الإعتصامات وتضرر فيها أهالي تلك الأحياء ومن يحتاجون للمرورعبرها وتعطلت معاشاتهم وحيل بينهم وبين الدخول والخروج وأصبحت تلك الميادين مجمعآ خطابيآ تحريضيآ ومسكنآ ومسجدآ بل ووكرآ فيه مافيه من الاسلحة تجتمع فيه الحشود دون أن يحكمها نظام أو قانون وكأنها دولة داخل دولة
وتوالت مطالبات الجيش ومناشداته للمعتصمين بالخروج دون فائدة.
وكل يوم تزداد وتيرة الخطاب في منصات رابعة ويقوم فيها خطباؤها بترويج الأخبار الكاذبة عن إقتراب النصر ووجود عشرات الآلاف من الجنود القادمين لنصرتهم وإعادتهم إلى الحكم ونشروا الدجالين منهم ليشيعوا بين الناس القصص والرؤى المكذوبة ويحثونهم على البقاء ويوجبونه عليهم شرعآ ويزخرفونه لهم بأنواع من الفتاوى الباطلة ويجزمون أن أجره أفضل من أجر الإعتكاف ومن العمرة وشوهد بعضهم وهويرفع صوته ملبيآ وخلفه جماعة يرددون معه وكأنهم يريدون الحج وكانوا يحذرونهم من الخروج وأن من يخرج تقع عليه اللعنة من الله عزوجل.
ولم تقتصر هذه الدعوات على خطباء رابعة ورموزها بل تعداها إلى كل منسوب إلى الإخوان أومفتون بهم حتى رأينا من تغريدات بعض المشاهير مايثير الغثيان من جرأتهم على المجازفة بدماء المسلمين وأعراضهم وكان كبيرهم القرضاوي يفتي عبر القنوات بوجوب الخروج حتى على النساء والرضع ويخرج كل يوم مؤيدآ ومشجعآ لهم على البقاء في الميادين ويعيب على من لم يخرج ويذمه وسخرت قناة الجزيرة القطرية كل إمكانياتها لدعم تلك الجموع وتشجيعها وحكم محمد الددو بأن من لم يخرج إلى الميادين فهو مستحق للعنة من رب العالمين!! وعشرات غيرهم في مصر والسعودية وغيرهما كانوا يروجون نفس الخطاب البغيض الذي رأينا عواقبه وساءنا والله ماجر ضعفاء المسلمين إليه.
إن ماجرى في تلك الأيام كان إستغلال حزبي مقيت وفاجر لعواطف المسلمين ومتاجرة سافرة بالدين ليست غريبة على قوم لم يقم سوقهم إلاعلى مثل هذا الدجل والكذب والتهويل وكأن سقوط الإخوان سقوط للإسلام وقيامهم عز للإسلام!!
وقعت المذبحة في رابعة وليتها لم تقع وكنا نتمنى أن تفض الإعتصامات دون سفك للدماء وكان أمر الله قدراً مقدورا
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه من الذي سفك دمه في تلك الايام؟
خرج قيادات الإخوان ورموزهم من الأبواب الخلفية ولم يقتل منهم رجل واحد وبعضهم تخفى بعباءات النساء ووقع القتل على كثير من حملة السلاح وعلى المساكين المخدوعين والأبرياء والضعفاء هكذا بكل دناءة ضحّى دعاة الخروج الذي أوجبوه وفرضوه ببسطاء الناس الذين صدقوهم وافتدوا بهم لينجوا بأنفسهم
وأي خزي وأي عار أعظم من هذا الخزي والعار؟
يفتدون بالنساء والأطفال والشيوخ ويهربون؟
يقولون لهم إنكم منصورون وإن هناك من الجيش من خرجوا عن حكم السيسي وسيأتون لنصرتكم وإن الله معكم والملائكة ثم يفرون ويتركونهم!!
ثم أرادوا أن يخرجوا من مصر كلها قبل أن يقبض عليهم بل خرج بعضهم وهو الآن يتمتع بأرغد عيش في فنادق قطر وتركيا
هل رأيتم أقبح من هذه المتاجرة بالدين وأخزى من هذا الغدر والمكر؟!
إن كل من أفتى أو أشار أو تكلم ولو بكلمة في إيجاب تلك الإعتصامات ودعمها وتشجيعها فعليه كفل من دماء أولئك الضعفاء والمساكين الذي نسأل الله أن يتجاوز عنهم وأن يأجرهم على نيتهم وينتقم ممن غرر بهم وخدعهم.
أقول هذا لتعلموا أي خطر وخبث يحمله الحزبيون على البلاد والعباد ولتحذروا منهم ومن مكرهم وتزييفهم ومتاجرتهم بالدين.

المصدر: مدونة فهد الحربي