رحم الله المخلصة الوفية (جواهر)

((رحم الله المخلصة الوفية جواهر)) (جواهر) شبهوها بالشمس والقمر والورد والنسيم..قالوا بيضاء كالشمس..مضيئة كالقمر..ناعمة كأوراق الورد..رقيقة كالنسيم العليل ..كلامها كأغاريد الطيور..ضحكتها رائعة..وفي صمتها وقار..مؤمنة ومهذبة وخلوقة.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-26-2024, 01:54 AM
الصورة الرمزية فهد الحربي
فهد الحربي فهد الحربي غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 296
افتراضي رحم الله المخلصة الوفية (جواهر)

((رحم الله المخلصة الوفية جواهر))

(جواهر) شبهوها بالشمس والقمر والورد والنسيم..قالوا بيضاء كالشمس..مضيئة كالقمر..ناعمة كأوراق الورد..رقيقة كالنسيم العليل ..كلامها كأغاريد الطيور..ضحكتها رائعة..وفي صمتها وقار..مؤمنة ومهذبة وخلوقة.
كثيرون تقدموا للزواج منها تجار وأساتذة وضباط وأطباء لكنها كانت ترفضهم جميعاً ودون إبداء حتى سبب الرفض ولو قدر لها أن تقرأ ما وراء الغيب أو تعرف أحداث المستقبل لما رفضت كل عروض الزواج التي توالت عليها لكن كيف لها أن تعلم ماذا في كتاب (الغد) إذن..أنه قدرها الموعود ولامقر من القدر.
وأصبح الناس يتساءلون عن سبب رفضها المتكرر للزواج ؟! هل تراها تحب رجلاً آخر؟
وتقسم لهم بالله العظيم أنها لم تعرف الحب بعد وأنها لاتعرف لماذا ترفض من يتقدم إليها لكنهم لم يقتنعوا بإجاباتها وأيقنوا أن وراء الرفض سر لايعلمه إلا الله لكن...
ماهو السر؟
ويتحول بيت أهل (جواهر) الهادئ إلى سوق عكاظ الكل يدلو دلوه فيه بعضهم في حديثة أو تعليقة صدق ونية صلاح..أما الأغلبية فإنـها تبحث عن خطأ أو عيب أو حكاية خفية كي يمروا من خلال هذا الخطأ أو العيب أو الحكاية بنقدهم المسموم والمغلف بالحرير فإن لم يجدوا شيئاً من هذا القبيل لجأوا إلى بث الشائعات المغرضة وهذا ماحدث وكان لابد أن يحدث فهو قدرها.
ولعل هذه الشائعات المغرضة والأحاديث الملفقة هي التي ساهمت إلى حد ما في تحقيق الهدف المنشود الذي يرسمه القدر بحنكه فما أن طرق باب أهل (جواهر) الشاب (حمد) حتى قبلت به (جواهر) زوجاً لها وكأنـها أرادت بهذا القبول السريع وضع حداً للأقاويل الجارحة وماهي ألا أيام قليلة حتى طار بها زوجها إلى بيت الزوجية..وفي بيت الزوجية كانت (جواهر) مثال للزوجة الطيبة الحنونة لم تعص يوماً أمراً لزوجها كانت تلبي طلباته في كل صغيرة وكبيرة وتعمل جاهده لإسعاده..ورغم عملها الدؤوب في البيت فإنها لم تقابل زوجها يوماً إلا بوجه بشوش وضاحك ولم ترهق ميزانيتة في طلبات غير ضرورية بل كانت ترضى بالقليل وكثيراً ما كان يحضر زوجها من عمله إلى البيت فيجدها قد أتمت عملها تنتظره بلهفة وما أن تنتبة لقدومة حتى تنهض من مكانها فتبتسم له ابتسامة رضا وقناعة ثم تقوم بتجهيز الغداء..وياله من غداء شهي طيب الرائحة فهي أستاذة في (علوم المطبخ)
وتمر الأعوام فترزق (جواهر) خلالها بإبنتين وولد فتبذل قصارى جهدها في تربيتهم التربية الصالحة..كما تسهر على مساعدتهم في واجباتهم المدرسية ورغم أعمالها الكثيرة ورغم واجباتها الجسيمة إلا أنـها لم تشكو قط ولم تتذمر ولم تطلب من زوجها أن يحضر لها عاملة منزلية تساعدها في أمور البيت لأنـها تعتبر عملها في البيت نوعآ من العبادة ومن حقها أن تنال الثواب كاملاً لا يشاركها فيه أحد!.
لكن تشاء الأقدار وتصاب (جواهر) بمرض الفشل الكلوي الذي عانت منه كثيراً لكنها ظلت على منوالها في عملها اليومي في البيت ولم تشكو ولم تتذمر صابرة وصامدة لكن المرض بدأ يكبر وبدأت حيوية المرأة تنهار شيئآ فشيئاً وفي مثل هذه الظروف والأحوال كان لزامآ على الزوج أن يضاعف من اهتمامه بها والعمل على إيجاد حلآ طبياً يريحها لكنه فجأة سافر وبعد شهر جاء إلى الرياض ومعه زوجة جديدة قال لها: إنها مجرد عاملة سوف تعمل على خدمتك وراحتك..لكن وفي أثناء الليل وفي ظل عذاب المرض الرهيب كانت ضحكات الزوج (الوفي) وزوجتة الجديدة تطرق مسامعها..إنـهما غارقان في الحب بينما هي تموت ببطء.
فصارت تردد : ليته صبر قليلاً..ليته انتظرني حتى أموت..وبدت وهي راقدة في فراشها شبه (ميتة) ترى وتسمع كل شيء فالأمر هذه المرة يحدث أمامها دون خجل أو حياء أو إنسانية وتتمنى في قرارة نفسها أن تموت وأن تنتهي..فالحياة لاتستحق منها كل هذه المعاناه فالذين نعاني ونكابد من أجلهم تجردوا من كل الأوصاف الجميلة.
إذن ماجدوى العيش مع الجاحدين وأهل الغدر والخسة.. تعال أيها الموت..وفعلآ لفظت أنفاسها بعد فترة قصيرة في المستشفى بعد ان عانت نفسيآ من جحود وخيانة زوجها..وصحيآ بسبب تعطل الكُلى.
رحم الله (جواهر) واسكنها فسيح جناته وعوضها عن صبرها وتضحيتها واخلاصها بالجنة.





رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:14 PM.



© جميع الحقوق محفوظة لـ فهد الحربي - fahad.alharbieer@gmail.com