لعنة الجوال ..؟

[فهد الحربي]

بعض الناس يلعنون الجوال لأنه اختراع خطر على اخلاق الشباب ولا يرون من هذا الانجاز العلمي الا هذا الجانب القاتم!
وقد خلق الله سبحانه وتعالى يد الانسان فبنت وارتفعت بالبناء وعمرت الدنيا وابدعت وكتبت ونظمت وعزفت الموسيقى..ووفق اراء اعداء (الجوال) فان هذه اليد تستحق قطعها لأنها تقتل وتسرق وتسبب أذى عظيمآ لأن البعض يستخدمه بطريقه سيئه
وفي القرون الوسطى شن رجال الدين حـربـا رهيبه عند ظهور الكتاب المطبوع.. وقالوا انه سوف يلهي الناس عن العباده واشترك الامراء والاقطاعيون في الحرب ضد الكتاب لأنه سوف يصرف الناس عن العمل!
ولما انتشر الكتاب وأدرك الناس قيمته بدأت حربآ جديده ضد ظهور الصحف لأنها ستقتل الكتاب
وعندما تم بناء برج القاهره انتحر من فوقه شخص متزوج فنادى البعض بهدم البرج ودارت المناقشات تبحث هل الابراج وجدت قبل اختراع الانتحار.؟ أم ان الانتحار تم اختراعه قبل الأبراج.؟ أم أن الابراج تحرض المتزوج على الخلاص من الحياة؟؟
وبعد ظهور السينما وانتشار دور العرض ارتفعت الأصوات تلطم وتبكي وتعلن عن ظهور تلميذ العصر السينمائي الذي يقفز من سور المدرسه ليذهب الى حفلة الساعة العاشرة صباحآ.. فلما أصبحت الدراسه صباحيه ومسائيه نادي البعض بإغلاق دور السينما حمايه لتلميذ العصر السينمائي!
ولما ظهر التليفزيون قالوا أن الأزواج أصيبوا بالخرس في البيت بسبب مشاهدته مع أن الزوج مخروس دائمآ منذ أن كان يجلس مع زوجته في كهف العصر الحجري!
وتوالت الاتهامات للتليفزيون.. قيل أنه يسبب العته والبــلاهـه للناس بمسلسلاته النكد.. ثم اتضح أن الناس يحبون النكد بدليل أنهم يتزوجون طواعيه.
واذا امتد ارسال التليفزيون الى مــا بعــد منتصف الليل قالوا ان الناس تسهر الى ساعه متأخره فلا تنهض للعمل بنشاط في الصباح.. واذا انهی ارساله مبكرآ قالوا سيزيد النسل بسبب اغلاق التلفزيون بساعه مبكره.
ولما اخترع جراهام بل التليفون في امريكا وانشئت شركة بل للتليفونات شنت الدعايه للاختراع الجديد حربآ رهيبه ضد السكة الحديد فكانت الاعلانات تقول: لاتسافروا بالقطار لزيارة أقاربكم تكلموا بالتليفون فهذا أفضل كثيرا لأن السكة الحديد كلها حوادث فأنت تستطيع تسمع صوت ابنك في نيويورك وأنت داخل فراشك الدافىء في سان فرانسسكو اليس هذا أفضل من أن يصبح ابنك يتيمآ بعد أن ينقلب أن بك القطار؟
واشتدت الحملات على القطار وترددت اشاعات وأقاويل وتحدثوا عن القطار الذي خطف خمسة ركاب من مقصورتهم ودخل يأكلهم في النفق!