أكتب اليك

[فهد الحربي]

أكتب اليك

حبيبتي

أكتب إليك والليل يلملم رداءه الأسود الطويل ويشد الرحيل مودعاً، والفجر يتسلل من نافذتي... يريد أن يفاجئني نائماً فيوقظني من أحلامي ، لكنه يفاجأ بي ساهراً مع القمر ؟ أحتضنه ويحتضنني أستوحيه الإلهام ، فيلهمني أروع الأفكار والأشعار وأحلى الكلام ويمسك بيدي كما أمسك أنا بقلمي ، فيخفق قلبي حباً في صدري وتتسارع خفقاته ، فيتدفق الحب من القلب ، كالحبر من القلم على أوراقي وبين الحروف والسطور يرسم قمراً ، ويكتب إسماً ، فيشع من الاثنين نور يضيء أيام عمري وعمر أيامي ، فيستغرب الليل سهري؟ ويحتار في أمري؟ ويتساءل ما الذي يسهرني؟ فأبوح له بسري الذي طالما كتمته في صدري فحبك هو الذي يسهرني وعن أسمك يسألني؟ وقبل أن يسمع الجواب مني، يقرأه في عيني، الحب أنت، والقمر أنت، والنور أنت، والعمر أنت، والاسم إسمك، أنت

يا[؟] ياعمر عمري.
* أكتب إليك والشمس في مستهل شروقها، فإشراقتها تفكرني بسحر ابتسامتك.. وإشعاعها يبهرني كنور عينيك.. وحرارتها تشعل كياني بنار لا تنطفئ، وتذيب جبال الجليد المتراكمة على مشاعري منذ طفولتي فأشعر بالدفء يسري، والدم يجري في عروقي للمرة الأولى في حياتي.. وتثور براكين أشواقي أثناء كل [رؤيا] أراك فيها في أحلامي .. في خيالي.. وأفقد حاسة السمع أن افتقدت صوتك .. وافقد الرؤية إن طال أمد الفراق وتأخر موعد التلاقي، وفقدت الأمل برؤيتك.
* أكتب لك والشمس على وشك الغروب؟ وغروبها يذكرني في غيابك في بعادك عني بين فترة وأخرى.. في عودة الليل بردائه الأسود الطويل، حيث يخيم الظلام على حياتي ! ويعذبني افتقادك .. يسهرني تفكيري فيك، اشتياقي إليك.. خوفي وغيرتي عليك؟ من كل الناس؟ من كل الأشياء؟ حتى من نفسي ونفسك أصبحت أخاف وأغار عليك.. فأنت حبي الأزلي الأبدي، فلا قبلك ولا بعدك حب ولا مثلك حبيبة،
ولا نهاية لحبي لك.
فإن تساوت الأرض بالسماء؟ وجفت مياه الينابيع والأنهار والبحار؟ وفي شراييني جفت الدماء؟ وتوقف الزمن؟ وتوقف الهواء؟ وتوقفت الحياة؟ فقلبي لا ولن يتوقف عن حبك أبداً.
وإن كان لي الخيار بين فراق الحياة وفراقك أنت؟ فأختار الموت الآن على ذراعيك .. فالموت مرة؟

ولا الموت ألف مرة ومرة في كل لحظة أحياها محروماً من نظرات عينيك.. من همسات شفتيك.. من لمسات يديك فلا كان الحب إلا لك، ولا كانت الحياة إلا معك أنت يا حب عمري وعمر حبي يا [؟] يا حب الحب. الذي أحياه ويحييني.