العودة   مدونة فهد الحربي > الأقــســـام الــعـــامــة > مقالات فهد الحربي الأدبية والإجتماعية والثقافية

إختلاف الزوجين..الصراحة والمواجهة مطلوبة

((إختلاف الزوجين..الصراحة والمواجهة مطلوبة)) شيء صعب أن يعايش الإنسان موقفآ معينآ رغماً عنه قد يسبب له ألماً مبرحاً حين يذكره بحدث آخر لايحب أن يتذكره لأنه سبق وأن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-27-2024, 08:14 AM
الصورة الرمزية فهد الحربي
فهد الحربي فهد الحربي غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 296
افتراضي إختلاف الزوجين..الصراحة والمواجهة مطلوبة

((إختلاف الزوجين..الصراحة والمواجهة مطلوبة))



شيء صعب أن يعايش الإنسان موقفآ معينآ رغماً عنه قد يسبب له ألماً مبرحاً حين يذكره بحدث آخر لايحب أن يتذكره لأنه سبق وأن عانى منه وتعذب به فظل طويلآ يجاهد ذاته كي يتغلب على عذاباته..إلى أن أتى ذلك الحديث المفاجئ فجأة فأشعل من جديد نار الذكرى وألهب القلب بالمزيد والمزيد من العناء والشقاء.
فحين يتذكر الإنسان شيئآ ما لاترغبه النفس تبدأ تتحرك داخله مشاعر لاإرادية يكون للوجدان فيها دور إيجابي نحو الطرد أو القبول..لذا ربما نجد أزواجاً كثيرين رجالآ منهم ونساء قد ثارت مشاعرهم وتاثرت نفوسهم بعد إطلاعهم على طريقة الخيانة المستمرة السافرة التي تبادلها الزوجان الشهيران أمام أنظار العالم وسمعه.
وكما يقولون: (الشيء بالشيء يذكر) سوف نسترجع معاً ذلك الموقف العجيب الذي تعرضت له الأمير الراحلة (ديانا) يوم إعلان خطبتها إلى الأمير (تشارلز) في فبراير 1981 عندما سألها صحافي عما إذا كانا قد أحبا بعضهما ؟ فردت (ديانا) على الفور: طبعاً..في حين أجاب (تشارلز) متسائلاً: ماذا يعني الحب؟
وبالفعل كانت (ديانا) صادقة عندما أعلنت عواطفها بهذا الوضوح أمام الجميع فقد كانت مشاعر الحب كامنة في قلبها ل (تشارلز) منذ أن كانت في الثانية عشرة من عمرها عندما كانت طالبة في مدرسة (وست هيث) في كنت بإنجلترا حين علقت صورة الأمير (تشارلز) فوق فراشها وأفضت بذلك لزميلتها في الفصل: (أنا أحب أن أكون أميرة ويلز)
وهكذا..دارت الأيام دورتها وتحقق حلم الأميرة الجميلة التي عانت فيما بعد أشد المعاناة من الشعور بالغيظ والغيرة عندما تكشفت لها صلة زوجها (أمير أحلامها) بتلك المراة الأخرى التي تزيد عنها في العمر وتقل عنها في الجمال.
من هنا..بدأت تترسب مشاعر القهر والظلم التي ما لبثت أن عصفت بكيان (ديانا) وخلخلت تكوين شخصيتها فتخبطت سلوكياتها حين فقدت القدرة على التكيف النفسي بينها وبين البيئة المحيطة بها ففشلت في ذلك نظراً لغياب الشعور لديها بالأمن والأمان فأزداد إحساسها بالخوف الذي مالبث أن تعاظم وتفاقم حتى أضطربت نفسيتها وأختلت سلوكياتها..فكانت نهايتها.
ونحن..إذا افترضنا أن هذا الموقف قد تتعرض له بعض الزوجات لدينا فنجد أن غالبيتهن يصبرن ويغالبن أنفسهن في سبيل تربية الأبناء مع الإبقاء على قالب الأسرة الذي يحتفظ لهن جميعآ بقيمة معينة كأسرة ناجحة تضم أفراداً متفاهمين بعد أن تعبر الأزمة بسلام وتمضي إلى غير رجعة رغم مرور الزمان..لكن البعض الآخر عندنا لايستطيع أن يصبر أو يتحمل فنجد الزوجة غالبآ ما ترفض إستمرار هذا الوضع (المنحرف) وماتلبث أن تطالب وتلح وتصر على الطلاق .
وفي هذه الحالة التي لايجدي معها صبر ولاتحمل لاأستطيع إلا أن أذكر قول الله تعالى (لايكلف الله نفساً إلاوسعها).
وفي هذه الحالة حين تعجز النفس عن الأستمرار في وضع لا ترضاه ولا تقبله يهمني أن أقول: إن الصراحة مطلوبة والمواجهة أيضاً مطلوبة لحسم وعلاج الموقف المعلق وعودة الأمور إلى وضعها الطبيعي لإراحة جميع الأطراف.
لذلك لابد من معرفة أن الصراحة ملحة والمواجهة هنا تعتبر علاجاً سواء كانت مواجهة النفس للنفس أو مواجهة الطرف الآخر..لذا على الأزواج أن يراعوا أنفسهم وأن يتعلموا كيف يتكلمون معآ بوضوح ليتداركوا أخطاءهم وليتفاهموا على حل مشاكلهم بسرعه قبل أن يفلت زمام النفوس وتنعقد الأمور وتصعب سبل معالجتها ومداواة جروحها وتخفيف آلامها.
وحين نعمل فعلا بصدق على مواجهة العقبات التي تعترض طريقنا بالطريقة المريحة التي نرضاها لأنفسنا ونتمناها لأبنائنا..تلك الطريقة الصحيحة المثلى التي يتقبلها المجتمع ويرضاها ولايرفضها أو يستنكرها أحد.
حينئذ حين نصل بالأمور إلى هذا الحد من الوضوح لانشعر بالتعب والإرهاق ولابالقلق أو الاكتئاب ولابعدم الإقبال والرغبة في الحياة كمايحدث مع البعض الذين يصارعون الواقع فيصرعون الحق من أجل الباطل ويتلاعبون بالمواقف من أجل لذات عابرة ماتلبث أن تزول وتتبدد كأنها لم تكن بعد أن تتحول الأحداث إلى ذكريات مؤلمة تؤثر في النفس وتوجع القلب وتفسد الوجدان.


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:38 PM.



© جميع الحقوق محفوظة لـ فهد الحربي - fahad.alharbieer@gmail.com