![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() (لماذا يخون الزوج زوجته؟) هو موضوع حساس وشائك ومؤلم خاصـة أنه ضد أخلاقياتنـا ومثلنــا وقيمنــا وتقاليدنا..وبينمـا الكثيرون يلنزمون بأهداب الفضيلــة ويتمسكــون بالقيم الأصيــلة وصحيــح الدين تزل القلة وتسقط في بئر الخيانــة وعندها تصـرخ الزوجـة : في حياة زوجي امرأة سرية!! فلماذا يخون بعض الرجال زوجاتهم إذن؟ هل هي نزوة عابرة؟ أم طبع متأصل في حياة بعض الرجال؟ أم عاهة نفسية أصيـب بها دون أي يدري؟ أم هي أزمة منتصف العمـر كما يقــول البعض؟ أم هو تعــرض لنوع من الابتزاز العاطفي دون أن يدري؟ أم هـو رد فعل لإهمال الزوجة وعقدها، وبرودها أو حدة طبعها وسلاطة لسانها ونكدها المستمر؟! قد يكون ذلك كله صحيحآ وقد يكون بعضه صحيحآ وقد تكون هناك عوامل أخرى فماذا تفعـل الزوجـة إذا اكتشفــت هذه العلاقــة.؟ هل تصمت حفاظـآ على بيتــها مــن الخراب؟ أم تهدم حياتــها الزوجية حفاظآ على كرامتها وتكون النتيجة تشريد أسرة.. وأطفالآ معقدين لا يعرفون الاستقرار النفسي ومطلقات لايعرفن مصيرهن في ظل أزمة زواج تعاني منها كل المجتمعات. ● في البداية تحكي الأخت (أم ممدوح) موظفة قصتها فتقول: تزوجت منذ خمس عشرة سنة عن طريـق الأهـل لم أكــن أعرف زوجـي جيــدآ ولكنه كان بالفعل نعم الزوج..شعرت معه بالحب والحنان والأمان لي ولأبنائنا وقد تعاونا معا على الخير والحب والاحترام حتـى أصبحنا في نعمة من الله وزاد دخلنا بعد فقر وتعب ومعاناة وأصبـح زوجـي يشـغل وظيفة محترمة وكذلك أنا ولأنني موظفة وأم وزوجة فقـد أستعنت بعاملة منزلية للقيام بأعمال المنزل وفي ليلة من أسود ليالي حياتي نهضت مـن فراشـي بعد منتصـف الليـل فلم أجد زوجـي بالغرفـة فاعتقدت أنه ذهب يطمئـن على الأولاد فنهضـت من فراشـي لأطمئـن عليـهم معـه ولكن وجدت الأطفال نائمين وبحثت عنه في أرجاء المنزل فلم أجده وبالقرب مــن غرفة العاملة سمعـت أصواتــاً هامسة فطرقــت الباب بعنف وبعد فترة فتحت لـي الخادمـة البـاب وهي ترتجف من الخوف والفزع.. أما زوجي فقد شاهدته يهرب من الباب الخلفـي واتجه إلى بيت أهلـه وحتى لا أستطرد كثيرآ في حكايـة القصة التى تؤلمنى ذكراها بالفعل فقد قمت على الفور بترحيل العاملة إلى بلدها بينمــا أصيـب زوجي بأزمة قلبية نقل على أثرها إلى مستشفى ولم تطاوعنى عواطفي في البدايــة على زيارته ولكني عندمــا علمـت بحرج حالتـه ذهبت إليه ونظر إلى وبكـى ولـم ينطق بكلمة واحدة فتركتــه وعدت إلى البيت والأهل جميعآ في دهشة مما يحدث دون أن أنبــس ببنــت شفه فلا أنا قــادرة على البوح بمـا حدث ولا أنا قــادرة علـى نسيانه..المهم عدت وكررت زيارتي لزوجي حتى تماثــل للشفاء، وقبــل أن يخـرج من المستشفى سألني إذا كنت أسمح له بالرجـوع إلى بيتــه وأولاده أم لا..ولــم أرد عليــه ولكنه خرج بالفعل إلى البيت وبدأ يطلب منـي السمــاح والمغفرة مؤكدآ أنها المرة الأولــى وسوف تكـون الأخيــرة وأنه لم يكـن في حالتـه الطبيعية وأن السبـب يرجع إلى هذه الشيطـانة (العاملة) التي دبرت كل شي في هذا اليوم وبعد مرور عـام على هذا الحادث إلا أنني لم أنسى ماحدث ولو للحظه ولم أدعه يقترب مني حتى الحديث نفسه كنا نتبادله بإقتضاب حتى أصبحت حالتي وحالته لا تطاق ومنذ شهر تقريبآ خيرني بين الطلاق وبين الإستمرار في حياتنا الزوجية كما كنا في الماضي ولكـن الأمان الذي كنت أشعر به انكسر وحطمته الخيانة. إنني أعترف بأني أحب زوجي بالفعل ولا أرغب في فراقـه وفي نفس الوقـت أعبـاء المنزل والوظيـفة يثقلان كاهلــي فلـم أعد أشعـر بالأمـان في وجـود عاملة أخرى لكنه يقول إنني السبب فيما وصل إليه من ضـعف فقــد أهملته بالعمل ثم متابعة الابناء في دروسهم ولم يعد يشعر بأنــه زوج ورجــل له حقوقه ورغباته واتخذت قراري بأن آخذ إجازة من العمــل لمدة عام فلدي 4 من الابناء وقرر هو من جانبه أن يضاعف من عمله تعويضآ عن دخلي المادي وشيئآ فشيئآ بدأت تعود حياتنا إلى طبيعتها من جديد ورغم مأسـاتي إلا أننـي أعتــرف من جديد صراحة بأنني ساهمت دون أن أدري في صنـعها فللـزوج حقوقه التي أهملتها بإنشغالي عنه صباحآ في العمل ومساء مع الابناء فليس كل الرجال معصومين من الخطأ وبدأ الاستقـرار يـعود إلى المـنزل وإن كانت ذكريــات ما حــدث لم تفــارق خيـالي. ● أما الأخت (ام تركي) فتقول : الخيانـة لا تعتــبر خطــأ عاديآ يمـكن التغاضـي عنه ونسيانه فهي تترك في النفس جرحـآ لا يندمل أبداً ولكننــا يجـب أن نفــرق بين النزوة العابرة التي تعقبها التوبة الكاملــة والاستقامة الفعلية للزوج وفي هذه الحالة على الزوجة أن تبحث عن الأسباب التي دعـت الزوج لمثـل هذا التصرف وتحاول تلافيها ولن يتأتي ذلك إلا بالمصارحـة بيـن الطرفيـن.. أما في حالـة الإصـرار على هذا الفعــل بعـد إعطائـه الفرصـة لإصـلاح نفسـه فمـن الأفضـل أن يذهــب كل في طريقه فالموت مرة أهون من الموت كل يوم. ولكن ماذا يقول المهتمون بشؤون الأسرة الكاتب والمدون فهد الحربي يقول : أي علاقة للرجل خارج إطار الـزواج هـي بالفعـل لـون من (الإثم) وسميـت بحـق (خيانة) فهي خيانـة للعهـد والود بيـن الزوجيـن وخطـأ الرجـل في هذه الناحيــة لايمكن التهوين من شأنـه فهـي قـد تقضـي تمامآ على الزواج إما لأن الـزوج الـذي )خان( قد انصرف تمامآ عن شريـك حياتـه إلى الرفيـق الجديـد وإما لأن الطرف الذي إكتوى بنار الخيانة لم يستطع أن يتجاوز المشكلة ويغفر لشريكه سقطته ولكن الزواج ليس مجرد علاقة بين رجل وامرأة.. فمفهومه يتسع حتى يشمـل فكرة الأسرة كلها..الأسرة بمعناها الواسع العميـق وهي البيـت والابناء والعلاقــات الإنسانيـة والاجتماعية المترتبة على وجــود هذه الخليـة الاجتماعيــة والزوج رغـم نزوتـه لا يمكنه أن ينفصل عاطفيآ عن أسرتـه ودون أن يمنعه ذلك من القيام بواجباته العائلية ومسئولياته وفي هذه الحالة قد يكـون سلوكــه مجـرد نزوة عابــرة لا تنـال من حبه لزوجتـه ولا تفقده السيطـرة علـى أعصـابه وتفكـيره وهو بالتأكيد لا يشــعر نحـو الأخرى بـأي عاطفـة أو تقديـر بل يزيد عليه تأنيب الضمير لذلك أقول للمرأة التي صدمت بنزوة من نزوات زوجها صدقيـه إذن إن قال لك نادمآ (آسف لن أكررها( وليس معنى هذا أن نزوة الـزوج لا ضرر منها فهي على أية حـال تفتــح ثـغرة ينـفذ منها الشك ولكن كل ثغرة يمكـن سدهــا وكل شرخ يمكن جبره ما دام الحب قائمآ وبالتالي فكل شئ يمكن علاجه بالصبروالتغاضي والإدراك والتسامح والغفران والتطلع إلى المستقبل والتفكير في الابناء وفي مصير الأسرة كلها وعلى الزوجة أن تراجع نفسها فقد يكون السبب عائدآ إليها بإهمالها لنفسها ولزوجها فالرجل مهما بلغ من العمر يظل في حاجة إلى من يرعاه ويشعره بالدفء،والحنان والكلمة الحلوة واللمسة الشافية ويتفق خبـراء الزواج وعلمـاء النفس : على أن الخيانــة الزوجيــة تعـد بصفـة عامة من أعـراض الاضطراب العاطفـي والأسبـاب التي يسوقهــا الرجـال تبـريـرآ لنزواتهم ليست إلا خداعآ للنفس بل هي تخفي عادة دوافع أكثر عمقـآ فالرجل الذي يشعر بالنقص : قد يخون زوجته لأنه يحتاج إلى من يؤكد له تأكيـد ذاتـه وجاذبيـتـه وإن كان هذا التأكيد لايبقى طويلآ بسبــب حالتـه العصبيـة والنفسيـة فهو قد يخدع نفسه باعتقــاده أن نزواتـه خــارج نطــاق الحيـاة الزوجيـة ليست إلا اندفاعـآ خاطئـآ لعواطفـه لا يستطيــع السيطـرة عليها في حين أنه يتجه نحو ذلك عمدآ وبكل وعيه وإرادته والرجـل الـذي يكـره زوجتـه كـرهآ عميقـآ لسبـب أو آخـر قد يجـد في هـذه النزوة راحة، أو وسيلة لعقاب الزوجة عن طريق الخداع معتقدآ أن خداعـه لايمكـن أن ينكشف.. والرجل الذي يعاني عجزا جنسيآ سواء كان نفسيآ أو عضويآ قد يرتكب هذه النزوات لمحاولة إقناع نفسه بأنه إنسان كامل الرجولة وأن زوجته هي المصابة بالبرود. والزوج الذي يفعل ذلك بـحجة أن زوجته لاتفهمه ولاتقدر مشاعره إنما يحاول أن يلومها على تقصيره هو لأنه لا يـحب زوجتـه بالفعـل ولايـقدر مشاعـرها وأن هذا الإنسان نفسه لم يتـعلم قط أن يعطـي ويضحـي ولكنـه يـعتقد أن الحـب ليـس إلا أخذآ فقط دون عطاء أو مشاركة ومصارحــة بـالـود والتفاهم. ويمكن إجمال السبب الحقيـقـي بالفعـل لكـل هذه النـزوات الرجـاليـة بأنهم جميعآ يعانـون من عـدم النضـج العاطفي. وقد وجد الدكتور( كارل مننجر): أن الرجل المتزوج الـذي يقـوم بمغامـرات غراميـة خارج حياته الزوجية هو في الغالب رجل لا يحب أي امرأة حبـآ كامـلآ لأنه يخشى النساء ولا يثق فيهن بل ويكرههن على الرغم من أنه قد لايعي ذلك. بينما يؤكد أحد علماء النفس: أنه عندما يشـعر كل من الزوجيـن بأنـه لايستطيـع الإستغناء عن الآخر وأنه في ظله يشعر بالأمــن والطمأنينـة والدفء عندئـذ يولــد الحب كما تولد المودة وتصبح الزوجة أعزعليه من نفسه ذاتها وعندئـذ لاتوجـد علاقات أخرى للرجل يضطر إلى إخفائـها لأنها تدمر الرضا النفسي العميق والألفة بين الرجل وأسرته وقبل ذلك كلـه بينـه وبيـن ربه وعن الغالبية العظمى من الرجال الذيـن يـسمـون بـأنفسـهم علـى مثـل هـذه النـزوات يقـول الطبـيــب النفسي الدكتور (جان مونترز) : إن ذلك يخضع لـعامليـن : الأول أن : هؤلاء الرجـال يخضـعون فـي ذلك إلــى عامـل داخلـي وهو رغبـة الرجـل في السيـطرة علـى نفسـه فعوامل الإغـراء الخـارجـي دائـمـا لا تـتـجاوز 20% من القـوة التي تـردع الرجـل عن الخيـانـة أمـا ال 80% فإنـهـا تنبـع من ذات الشخـص نفســه وإدارتــه وحــدها. الـعامل الثانـي: هو الرضا الجنسي والتوافق بين الزوجين فهو أفضل ضمان ضد الخيانة الزوجية وقد كتب مرة الأديـب الانـجليزي (جورج برناردشو) : إن الزواج محبـوب لأنـه يجمع بين الحد الأقصـى مـن الإغـراء والحـد الأدنى لـلفـرص.. ولكــن ذلـك ليـس صحيحأ على إطلاقه فكل الأدلة الحيـويـة تثبـت أن الـرجـال ليـسوا أكثــر رغبـة من النـساء بل إن العادة أو التنشئـة الأولـى هـي التـي تجعلهـم يعـتقدون أنـهم كـذلـك!! وفي إحصائية قام بهـا العالـم النفسي (لويس تيرمـان) شملت حوالي 700 حـالـة زواج تبيـن أن أغلـب الأزواج غيـر المـخلصيـن لزوجاتـهم ذكـروا لـه أن علاقاتـهم الجنسيـة مع زوجـاتـهم مناسبـة تمامـآ وأن الحرمـان ليـس هـو الذي قـادهـم للبحـث عـن ذلـك خـارج نطـاق الزوجية ولذلك فان الشعار الأساسي للزواج ليس هـو فقـط الإشبـاع الجنـسي ولكنه يجمع بين شخصين متساويين في الطمـوح والآمـال أكثـر منه مجرد شراء لنوع مـن الخدمـة النسائيـة وحاملة للأطفال يربطها بسيـدها الزوج الإعتمـاد إقتصـاديـآ علـيـه ولكن العلاقة الزوجية السوية عبارة عن تأثـيـر متتبـادل للشخصية بأسرهــا بيـن رجل وامرأة بحيث يصبح كل منهما بالنسـبة للآخـر جـزءآ من شخصيته ويـملــك كـل منـهما الآخر بإدارته المنفردة وحدها هكذا يفعل الرجال الاصحاء نفسيآ. المصدر: مدونة فهد الحربي |
![]() |
|
|