اهلا ومرحبا بكم فى مدونة فهد الحربي


الهروب من المشاكل

((الهروب من المشاكل )) من منا لـم تعتـرضـه مشكلـة سـواء فـي عملـه أو حياتـه الخـاصة البـعض يـواجه مـشاكله بشجاعة ويعترف بخطئه إذا أخطأ ويدافع عن وجهة نظره

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-30-2025, 05:19 PM
الصورة الرمزية فهد الحربي
فهد الحربي فهد الحربي غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 309
افتراضي الهروب من المشاكل

((الهروب من المشاكل ))





من منا لـم تعتـرضـه مشكلـة سـواء فـي عملـه أو حياتـه الخـاصة البـعض يـواجه مـشاكله بشجاعة ويعترف بخطئه إذا أخطأ ويدافع عن وجهة نظره إذا كـان مقتنعـاً بـما فعله أما الكثرة أو على الأقل نسبة كبيرة منهم فلهم موقف آخر : إنـهم يـهربـون مـن مـشاكلهم ولا يواجهونها..يبررون مواقفهم ولا يعترفون بأخطائهم وشـعارهم المرفوع دائمآ) نحن على حق( أنا وأنت وهـي والبـعض نـفعل ذلـك دائـمآ وأحيانآ دون أن ندري كل بطريقـتـه وبـأسلوبـه ولـكننـا جميعآ تجمعنـا قنـاعـة واحـدة وهـي أن
مـانـفعلـه ليس خطأ وهذه القـنـاعـة نـفـسـها هـي نـوع مـن الهـروب الـذي يـدل علـى الـعجز والمغالطة وهو حيلة نفسية يلجأ إليها البعض عندما لايجد تفسيرآ مقنعآ لسلوكه.
الهروب من المشاكل له أشكال متعددة ولكن ماهو السبب الذي يدعو البعض إلى هذا السلوك؟!
علماء النفس يجيبون عن هذا السؤال:
عالم النفس الكندي (جوردن بيترسن) : يرى أن سلـوك النـاس حيـال مايعترضهم من عقبات يختلف إختلافآ كبيرآ فمنهم من يتصرف بإيجابيـة ومـنهم من يـتـصرف بـسلبيـة شديـدة.. والذي يلجأ إلى الحل الايجابي هو الانسان الذي يضاعف جـهـوده ويستـجمـع قـواه ولا ييأس من تكرار المحاولة لإزالة العقبة أو المشكلة التي اعتـرضـت طـريقـه والتـغلـب عليـها دون أن يتـراجع فمـن لـم يـفلح أخـذ في البحث والتفكير عن طرق أخرى لحل مشكلته كأن يحاول الالتفاف حولها أو يستبـدل هـدفـه بهدف آخر وقد يلتمس النصح والمعونة مـن الغيـر أو يـعمد إلـى اكتسـاب معلومـات ومـهارات جديدة تعينه على حل مشاكلـه.. هـذه هـي الطـرق السليمـة النـاجحة لحـل الأزمـات وهـي طـرق واقعية ترضى الدوافع وتحقق الأهداف بصورة ترضي الفرد والمجتمع في وقت واحد أو بـعبارة أخرى فهي طرق تحقق التوافق بين الفرد وبيئته وبين الفرد ونفسه ولذا تسمى (الطرق التـوافقيـة) مثـل الطالـب الـذي إذا رسـب في الامتحان مثلآ أخذ يفكر بهدوء عن سبب رسوبه ثم يصمم على مضاعفـة جـهوده إن اتضح له انه كان مقصرآ أو يتجه إلى أساتذته يسترشد بهم أو يـنتقل إلى قسم آخر إذا لم يكن مايدرسه يتواءم مع اهتماماته.
ومن الناس من يضطرب ويختل ميزانه بعد محاولات تطول أو تقصر فإذا به أصبح نـهبـآ لـلغـضــب أو الـذعـر أو الخــزي وغـيـر ذلـك مـن المشـاعر التـي تـنـجم عـن
الفشل والإخفاق فيلجأ إلى طرق سلبية ملتوية أو متطرفة تنقذه مما يكابـده مـن تـوتر وتأزم نفسي كأن ينتحل أعذار لعيوبه وأخـطائـه أو ينسبـهـا إلـى الغيـر أو إلـى سـوء الحظ أو يعتقد أنه موضع تآمر واضطهـاد مـن الناس أو يصطنع أساليب غير واقعية وغير مجدية للتخفيف من التوتر الناشىء عن مشكلتـه فـإذا بـه يـسرف فـي الأكل أو التدخين أو يلقى اللوم على الآخرين الذين يضطهدونه.
وقد يأخذه الغضب فيسوء خلقه ويعتدي على زملائه وأفراد أسرتـه بـالقـول أو الفعل أو يلجأ إلى أساليب أخرى أكثر هدمآ لنفسه أو يستسلم للخيال وأحـلام اليقظـة يـحـقق بـها مـا استـعصى عليـه تحقيقـه في الواقع وقد يستسلم دون أن يـبـذل أي جـهد لحـل مشكلته أو ينهار نفسيآ ويـنعـزل عـن المجتـمـع تـمـامآ أو يلجأ إلى بعض الأنواع من الحـيل الدفاعية النفسية وهي كلها حيل لا شعورية ويـأتـي عـلـى رأس هـذه الحـيـل
التبرير
والتبـرير في حقيقته هو تعليل للسلوك والتصرفات التي نقوم بها بطريقة يقبلها العقل وإن كانـت تـخالـف الحقيقـة تـمامـآ فمـن يـقوم بـتبرير أفـعاله يقدم أعذاراً تبدو مقنعة مقبولة ولكنها ليست هي الأسباب الحقيقة لما إرتكبه من سـلوك خاطىء أو معيب أو لمـا يـحتضنه مـن آراء ومعتقدات وعواطف ونيات سيئة فالطالب الـذي يـرسـب فـي الاختبار أو الـذي لا يـحصل على الدرجات التي يتطلع اليها لايرد ذلك إلى تقصيره في مذاكرة دروسه مثلآ أو إهمالـه فـي الـذهـاب إلى المدرسة أو الانصات إلى شرح مدرسيه وإنما يرده إلى صعوبة الاختبارات وخروجها عن المقرر أو إلى سوء شرح المعلمين على الرغم من أن غيره من الطلبة دخل نفس الاختبار ونجح فيه وحصل على أعلى الدرجات ومن يغش في الاختبار يبرر مـوقفـه بـأن الاختبار ليس وسيلة عادلة لاختبار الكفاءات أو بأن كل أو بعض الطلاب يغشون.
أمثلة أخرى للتبرير
ومن الآباء من يبررون عقابهم الشديد لأطفالهم بأن ذلك لصالحهم في حين أن الدافع الحقيقي هو تصريف غضب الآباء أنفسهم ونحن نبرر عدم ذهابنا الى الطبيب بكثرة أعمالنا في حين أن الدافـع الحقيقـي هـو الخـوف مـن مواجهـة المـرض وقـد يـسرف الرئيس في عقـاب مـرؤوسيه ثـم يبرر سلوكه بأنهم مهملون متكاسلون أو يختلق لهم عيوبا أخرى لاتوجد فيهم والشاب الذي يتقدم لخطبـة فتـاة فلا يقبلـه أهلها لأنها تفوقه مـن حيـث المركز الاجتمـاعي أو المـؤهل الـدراسي أو لأسباب أخرى فهو لا يـخبـر أصدقاءه بالسبب الحقيقي لرفضه وإنما يذهب إلى أنـه هـو الـذي رفضهـا لما اكتشفه من سوء خلقها أو مغالاة أهلها معه في مطالبـهم منـه وعنـدمـا يـخسر فريـق مبـاراة رياضية أمام فريق يماثله في القوة فالخسارة ليس لأن الـفريـق لـم يقـم بواجبـه تـجاه الخصم ولكن لأن الحكم منحاز أو لأن أرض الملعـب غير صالحه أو لإرتفاع درجة الحرارة.. الـخ وتأخرنا في الوصول إلى عملنا سببه دائمآ حالة الطرق وليـس لأنـنــا صحونا من نومنا متأخرين.
التبرير المقبول
والتبرير قد لايضر إذا لجأنا إليه في حالات قليلة لانسيء فيها لغيرنا ولانـخدع بـهـا أنفسنا بل تهدئتها ورد شيء معقول من الثقة إليها ولكننا إذا إتخذنا من التبرير وسيلة دائمة وأسلوبآ ثابتآ لحياتنا فاننا نكون قد قبلنا أن نخدع أنفسنا قبل أن نـخـدع غيـرنـا.
التبرير والكذب
ويجـب التمييـز بين التبرير والكذب كما تقول الدكتوره الفرنسية (جاكلين لينو) اخصائية التربية النفسية ففـي الكـذب يدرك الفرد السبـب الحقيـقي لسلـوكـه لكنـه يتعمد التحريف فالكذب محاولة مقصودة لخداع الغير أما جوهر التبرير فهو خداع الـذات لأن الفـرد يـؤمن بـأن ما يـقولـه هو الحـق ومـن علامـات التبريـر الظـاهـرة الحمـاس عنـد إبداء العذر والتردد قبل إبداء العذر والتراخى في الدفاع عنه عند التحدى القوي فالتبريـرهـو حيـلة العـاجز دائمـآ يمارسه بلا وعي.
ويختلف (الإسقاط) عـن التبريـر فـإذا كان التبرير دفاع العاجز واعتذار غير القادر فـإن الإسقاط فـي حقيقته إتهام وقذف بل هـي إعتـرافـات أكثـر منهـا اتـهامات فنـحن ننسب في (الاسقاط) عيـوبـنا ونـقائصنا ورغبـاتنا المكـروهة إلـى غيرنا مـن الناس تـنزيهـا لأنـفسنا وتـخفيفا ممـا نشعر به من خجل أو قلق أو ذنب..فالبخيل لا يـريـد أن يعترف ببخله فيتهم غيره مـن النـاس بـالبـخـل وقـد نرى بعض الناس من الساخطين دائمآ لا يترددون في إتهام الناس بعدم الأمانة والانسياق وراء الشهوات بلا دليل فاذا تسللنا إلى دخيلة أنفسهم وجدنا بها ميلآ إلى ما يـتهمون بـه غيرهم كما أن الزعم بأن الناس يكرهوننا ويضمرون لنا الشر هو في الحقيقة إسقاط لكـرهنـا لهم وتمنى زوال النعمة عنهم والكاذب أو الجحود أو الذي لايفطن إلى وجـود هذه الخصال فـي نفسـه فـهو يـنسـب مافيه إلى غيره دائمآ..والزوج الذي تنطوى نفسه علـى رغبـة سيئة في خيانة زوجته لايـستطيـع أن يـواجـه نفسه بهذه الحقيقة فيخلع رغباته السيئة على زوجته..والأب المهمل في عمله يميل إلى اتـهام ابـنه بـالاهمال في دراسته مهما كان جادآ متفوقآ فيها والمدرس الذي يشتد في نقد تلاميذه إنما يسقط نقده لنفسه عليهم وكثيرآ مايكون الاهتمام بفضائح الناس وتصيد أخطائهم نوعآ من الاسقاط فمن يشعر بـالذنب - إن تراءى له أن الآخريـن مذنبـون أيـضآ خف شعوره بـالذنـب وهـذا هـو السبب في رواج صحف الفضائـح والإشاعات وأخبار المجتمع عمومآ فالاسقاط بهذا المعنى هو إلـصـاق صفـة ذاتية ممقوته بشخص آخر أوعدة أشخاص تخففآ من عبئها النفسي على الذات وطرحها مـن الذات على الآخرين تمامآ كـالموظف الذي يعلن أن زملاءه يضمرون له الكراهية والحـقـد ويسيئـون اليـه عنـد
رئيـسه ولـكن الحقيقة أن مشاعره هي المنحرفه فهو الذي يكره زملاءه ويـحمـل لـهم البغض والحـقـد ولـكنه يغالط نفسه ولم يجد مايفعله إلا أن يتهم زملاءه بما يعاني هو منه وبما لايريد أن يـعتـرف بـه.
غيـر أن التعميـم من أخطر الأمور في علم النفس فليس كل الناس غير أسوياء ومنهم من هو صادق بـالفعل مـع نـفسـه ومـع الآخريـن ولايدفعـه لـقـول الحق إلا نقاء سريرته وصدق مقصده ولكننا نستعرض فقط النماذج المريضة التي تلصق بالغير مايدور بأعماقها هي.
النكوص
والنكـوص هـو تـراجع الفرد نفسيآ إلى أساليب طفولية أو بدائية من السلوك والتفكير والانفعال عندما يفشـل فـي تحقيق بعض رغباته ومن مظاهر النكوص الظاهرة عند الكبار.. التفكير الخرافي أو سرعـة الاستثـارة كالسـب والصراخ والتمارض والغيرة والعناد وحتى البكاء ومحاولة التحكم في الأهل والأصدقاء والإعراض عـن الـزواج خوفـآ مـن تـحمل تبعاتـه والاسراف فـي الحنيـن إلـى الماضي كما أن هذه الشخصية عـادة مـاتكون أكثر قابلية للايحاء.. أي سرعة تصديق وتقبـل مـايـعرض عليهـا مـن آراء وأفكـار دون منـاقشـة لـهـا أو تمحيـص كما يفعل الأطفال وهو يكذب ثم يصدق كذبه ويبدو )النكوص( واضحآ لدى كثير مـن النـاس فـي حـالـة المرض الجسماني كسرعة الهياج وإستدرار العطف أو الفشل العاطفي.
التحويل
وفـي التحـويـل يبـحـث الانسـان عـن بديل يواجهه بعيدآ عن الموضوع الأصـلي لأن هناك عائقآ يحول دون ذلك فقد يظهر الطالب كراهية وسخطآ على معلمه ولكنه في الحقيقة لايكره المعلم أو يسخط عليه وإنما كراهيتـه فـي الاصل قد تكون لوالده أو لشقيـقـه الأكبـر أو لشخص مـا يـقسو عليـه دائمـآ ولكنه لايستطيع أن يـواجهـه بتـلـك الكراهية فيحولها إلى معلمه الذي يمثل الأب أو يشبهـه وبـعض التـلاميـذ يـكرهـون مادة دراسيـة بعينها ويبغضون من يقوم بتدريسها لأن أول من تلقوا عليه هذه المادة كان مدرسآ بغيضآ قاسيـآ نفّر تـلاميـذه أو بعضهم من مادته وهناك الفتاة التي لاتحب الرجال ولاتثق بهم فإذا بحثنا الأمر بدقة وجـدنا أنها لاتكره الرجال وإنما تكره أخاها الكبير القاسى أو الأخ الوحيد المدلل الذي تفضلـه الأسرة بعنايتها وإهتمامها أو الأب الذي يعد أنفاس ابنته ويعاملها بصرامة وشدة ولما كانـت الفتـاة لاتستطيـع أن تكشف عـن عـواطفـهـا نحو أبيها أو أخيها فانها تنقل كراهيتها أو بعبارة أخرى تحولها إلـى جنس الرجال.
حيل دفاعية من نوع آخر
وإلـى جانـب ماسبـق هنـاك العديــد مـن الحيـل الدفاعيـة النفسيـة الأخرى كالكبـت و الانسحاب والتقمص أو التوحـد (كأن تـتـوحـد مـع بـطل رواية في قصة أو مسرحية
تـشعر بـشعـوره وتفرح لفرحه وقد تبكي حزنا عليه...الخ) وهنـاك الانـسحـاب كـأن يبتعد الشخص المتـأزم عـن المـواقـف التـي يحتمل أن تثير في نفسه القلق مع الناس والخيال والرمز.. الخ ولكن ماهو السبب في كـل هـذا إنـها كلها دفاع لاشعوري عن النفس تحدث بطريقة آلية أي غير مقصودة يقوم بها الفرد للتخلص من التوتر والقلق الـذي يـنـجم عـن أزمتـه النفسيـة وهـي كلها إجراءات لاتستهدف حـل المشكلـة التـي يواجهها الفرد بل الهدف هو الخلاص ممـا تـسببـه لـه مـن قلـق أو تجنبـه ماتثيره في نـفسـه مـن ألـم إنـها تهبـه راحـة وقتيـه وهـي فـي حقيقتها راحة وهمية حتى لايختـل التـوازن النفسي للفرد إنها كالعقاقير المسكنة تخفف الألم ولكنـها لاتستأصـل جـذوره الحقيقية وقـد تـكون هـذه الحيل أفعالا أو مشاعر أو أفكاراً يلجأ إليها الصغار والكبار الاسوياء ومضطربو الشخصية جميعآ هذه الحيل تعمل غالبا على مستوى لاشعوري أي أن الفرد لايكتسبها عن قصد ولايستطيـع ضبطهـا وكفها بارادته وإنما يحتاج إلى من يرشده للتخلص منها..
الدوافع الأساسية لهذه التصرفات
علماء النفس يلخصونها في النقاط التالية :
1- كل الأفعال أو المواقف التي تثير تأنيب الضمير.
2- كـل مـايـمس كرامـة الفـرد واحترامه لنفسه وكل مايحول بينه وبين توكيد ذاتـه.
3 - حين تثبت الظروف أو المواقف للفـرد أنـه ليـس مـن الأهمية أو القـوة التي كان يظنها في نفسه.
4- حيـن يستبد بـه الخوف من فقدان مركزه الإجتماعي أو حين يتوهم ذلك أو حيـن يفقده بالفعل.
5 - حين يشعر بالعجز وقلة الحيلة إزاء عادة سيئة يريد الإقلاع عنها.
6 - حين يبتلى برئيس مستبد.
7- جين يعاقب عقابا لايستحقه.
8- حين يمنع من تحقيق مايريده منعآ تعسفيآ لامبرر له.
9- حين يشعر ببعد الشقة بين مايملك ومايراه حقا له.
10 - حين يرى الغير يكافؤون دون استحقاق.
11 - حين يشعر بالتفرقة في المعاملة بسبب جنسه أو لونه أو وضعه الإجتـمـاعـي.


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:37 PM.



© جميع الحقوق محفوظة لـ فهد الحربي - fahad.alharbieer@gmail.com