#1
|
||||
|
||||
![]() ((تطوير الذات يصنع الأوطان)) في زمن تتسارع فيه المتغيرات وتتشابك فيه التحديات، لم يعد تطوير الأوطان مرهوناً فقط بالقرارات الكبرى أو المشاريع العملاقة، بل بات يبدأ من الفرد نفسه..حين يقرر الإنسان أن يرقى بذاته، وأن يوسع مداركه، وأن يكتسب مهارات جديدة، فإنه لايغير حياته فحسب، بل يساهم بشكل مباشر في بناء مجتمع أكثر وعياً واستعداداً لمواجهة المستقبل بثقة وقدرة..فالوطن لاينهض إلا بنهوض أبنائه، وكل خطوة فردية نحو الأفضل هي لبنة تُضاف إلى صرحه الشامخ. حين أطور نفسي، وتطور أنت نفسك..ويتطور هو وهي ونحن جميعاً، فإننا نخلق موجة متصاعدة من التغيير الإيجابي، تمتد من البيوت إلى المدارس، ومن مواقع العمل إلى مساحات الفكر والإبداع..هذا التراكم الفردي هو الذي يصنع النهضة الحقيقية، وهو مايجعل المملكة العربية السعودية تمضي بثبات نحو مستقبل أكثر إشراقاً، وأعظم قدرة على المنافسة في عالم لايعترف إلا بالتميز والإبداع. غير أن طريق التطوير لايخلو من العقبات، وأخطرها تلك الأصوات التي ترفع راية النقد دون علم، وتصدر الأحكام بلافهم، وتظن أن الهدم أسهل من البناء..فالنقد حين يأتي من غير أهله يتحول إلى مجرد ضجيج، لايضيف قيمة، بل يربك المسيرة ويشتت الجهود..أما النقد البناء، فثمرة خبرة وحكمة ومعرفة، يحدد مواقع الخلل، ويقترح الحلول العملية، ويضع المصلحة العامة فوق الجدل العقيم والثرثرة الفارغة. في مجتمعاتنا، نحن بحاجة إلى التمييز بين من ينتقد ليبني، ومن ينتقد ليهدم..فالأول شريك في التنمية وركيزة من ركائزها، والثاني عقبة ومعطل لمسارها..لاأحد يرفض النقد حين يكون جاداً ومسؤولاً، لكن الجميع يرفض الفوضى الفكرية التي تحاول أن تتستر تحت مسمى النقد. إن مملكتنا الحبيبة اليوم تخوض مرحلة تحول تاريخي نوعي، تتطلب من كل فرد أن يكون جزءاً من الحل لاعقبة في الطريق، وأن يسأل نفسه قبل أن ينتقد أو يطالب: ماذا قدمت؟ ماذا تعلمت؟ كيف يمكنني أن أكون أفضل غداً مما أنا عليه اليوم؟ التغيير الحقيقي لا يُملى من الأعلى فقط، بل يبدأ من الداخل، من قرار فردي صادق بأن يكون الإنسان أكثر نفعاً، أكثر التزاماً، وأوسع وعياً. حين نرتقي بأنفسنا، نرتقي بوطننا..حين نطور مهاراتنا، نرفع من مستوى جودة العمل والإنتاج. وحين نتحلى بالمسؤولية، نخلق بيئة اجتماعية وصحية ومتماسكة قادرة على مواجهة الأزمات وتحويلها إلى فرص. المملكة ليست مجرد حدود جغرافية، بل هي طموح يتشكل كل يوم، وحلم لايعرف التوقف. وكل مواطن فيها هو حجر أساس في هذا البناء العظيم..ولسنا بحاجة أن نكون خبراء في كل شيء، بقدر حاجتنا إلى صدق النية، وجدية السلوك، وحرص دائم على أن نترك أثراً طيباً في محيطنا. وفي النهاية، يبقى السؤال الحقيقي: هل نحن مستعدون لأن نكون جزءاً من هذا الحراك الوطني العظيم؟ هل نملك الشجاعة لنبدأ التغيير بأنفسنا؟ لأن الأوطان لا تتغير إلا حين يقرر أبناؤها أن يتغيروا.
|
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الأوطان, الذات, تطوير, يصنع |
|
|