![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ((الأمير بندر بن سلطان إرث سلطان العظيم))
حين يُذكرصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود يتبادر إلى الذهن تاريخ طويل من الدبلوماسية الرفيعة والحنكة السياسية التي لاتُكتسب إلا من مدرسة عظيمة..هي مدرسة والده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- الذي كان أحد أعمدة الدولة السعودية، ورمزاً للكرم والحكمة والوفاء. الأمير بندر لم يكن مجرد مسؤول تقلّد المناصب، بل كان رجل دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حمل على عاتقه صورة المملكة في الخارج، ونجح في ترسيخ احترامها في أروقة السياسة العالمية. نشأ الأمير بندر في بيت يفيض بالقيم، وتربى على يد والد كان يُجيد فن القيادة، ويُتقن لغة الإنسانية، ويُعلّم أبناءه أن الوطن لايُخدم بالكلمات، بل بالأفعال..من والده، تعلّم الأمير بندر كيف يكون حكيماً في قراراته، وكيف يُوازن بين القوة واللين، وكيف يُدير الملفات الحساسة دون أن يُثير ضجيجاً..هذه التربية صنعت منه شخصية فريدة تجمع بين الذكاء الفطري، والهدوء العميق، والقدرة على قراءة المواقف بحدس لايُخطئ. .في واشنطن، حيث شغل منصب سفير المملكة لأكثر من عشرين عاماً، لم يكن الأمير بندر بن سلطان مجرد ممثل دبلوماسي، بل كان صوتاً واثقاً للمملكة، يُجيد التفاوض، ويُدرك متى يُصعّد ومتى يُهدّئ، ويعرف كيف يُحافظ على مصالح بلاده دون أن يُفرّط في مبادئها..كان يُنظر إليه هناك باحترام، ليس فقط لأنه يُمثل دولة قوية، بل لأنه يُجيد تمثيلها بذكاء، ويُديرعلاقاتها الدولية بحنكة نادرة. والده الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- كان له أثر بالغ في تشكيل هذه الشخصية..كان الأمير سلطان رجلاً لايُشبهه أحد في كرمه، ولايُضاهيه أحد في حكمته..كان قريباً من الناس، يُحبهم ويُحبونه، وكان يُدير شؤون الدولة بقلب كبير وعقل راجح. ترك إرثاً من المحبة والاحترام لايزال حياً في ذاكرة السعوديين، وكان قدوة في القيادة، ومعلماً في السياسة، وأباً في الإنسانية. الأمير بندر حمل هذا الإرث، وسار على نهج والده، وواصل مسيرة العطاء بكل إخلاص. لم يكن يوماً باحثاً عن الأضواء، بل كان يعمل بصمت، ويُحقق الإنجازات التي تتحدث عنه دون أن يتحدث هو عنها..خدم وطنه في أصعب المراحل، وكان حاضراً في أدق الملفات، ونجح في بناء جسور من الثقة بين المملكة والعالم بأسلوبه الخاص، وبشخصيته التي تجمع بين الحزم واللباقة. إن الحديث عن الأمير بندر بن سلطان هو حديث عن رجل تعلّم من والده كيف يكون فارساً في المواقف، وكيف يُحسن التصرف في الأوقات الحرجة، وكيف يُقدّر الوطن ويُخلص له..وبين الأب والابن، تتجلى صورة الوطن الذي يُبنى برجاله، ويُحفظ بحكمتهم، ويزدهر بعطائهم..هذا الإرث العظيم لايُقاس بالمناصب، بل يُقاس بالأثر، والأمير بندر ترك أثراً لا يُنسى، وكتب اسمه في صفحات المجد كما فعل والده -رحمه الله- من قبله، بكل فخر واعتزاز. نسأل الله أن يبارك في عمر الأمير بندر بن سلطان، ويمنحه الصحة والعافية، ويجزيه خير الجزاء على ما قدمه لوطنه من إخلاص وعطاء، وأن يجعل ما بذله في خدمة المملكة في ميزان حسناته، ويزيده رفعة وتمكيناً. الموضوع الأصلي: الأمير بندر بن سلطان إرث سلطان العظيم || الكاتب: فهد الحربي || المصدر: مدونة فهد الحربي
|
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الأميرعبدالعزيز |
|
|