الشيخ الفقيد طحنون بن محمد آل نهيان...لك حزننا الباسق

[فهد الحربي]

((الشيخ الفقيد طحنون بن محمد آل نهيان...لك حزننا الباسق))

الشجرة الأصيلة تنبت في أعماق الصحراء فترسخ جذورآ وتمتد علوآ ومع مرور الزمان وتقلبات الأجواء تتكون لديها مناعة تجعلها تصمد أمام زوابع الرياح وعواصف الرعود وتتحمل عوادي الطبيعة وصدوف الدهر..وتظل كلما زادت حدة العواصف واستفحلت قوة الزوابع وكثرت سحب الكوارث وتراكمت الوان المتاعب ازدادت الشجرة أصالة ومتانة وصلابة وثباتاً..ومن الرجال الفرسان من يشبه هذه الشجرة الأصيلة الصامدة الشامخة في مواجهة الأعاصير وبطلنا وفارسنا الذي نتحدث عنه يمثل قامة سامقة حسآ ومعنى وفكرآ..رجل سمهري القوام مشدود القامة أشبه مايكون أمتداداً بغصن الخيزران..هذه القامة المديدة شكلا هي في ذاتها تجسد الامتداد الفكري عمقآ لرجل عاش حرآ في بلاد حرة أخذت عن الماضي العقيدة التي تؤمن بها والفروسية التي تعتز بها..كما أخذت من الحاضر أهتمامها بتراثها وتكيفها مع العصر في تطوراته.
وفقيدنا الذي غاب عن دنيانا وأفلت شمسه الخالدة بخلود ذكراة العطرة هو ماسقت من أجله هذه المقدمة المتواضعة إنه صاحب السمو الشيخ الفقيد المرحوم/ طحنون بن محمد آل نهيان-طيب الله ثراه-
فقد تمر الأيام والأشهر والأعوام ويبقي العظماء في الذاكرة خالدين بأعمالهم الجليلة وذكراهم العطرة وسيرتهم ومسيرتهم العظيمة وعطائهم الحي الذي لايموت.

أن شخصية صاحب السمو الشيخ/ طحنون بن محمد آل نهيان-رحمه الله- تمثل مدرسة متعددة ومتنوعة في كافة دروب الفكر والإدارة ورحيله ألحق خسارة كبيرة لاتعوض ليس لدولة الإمارات فحسب وأنما للخليج العربي كافة فمن أين لنا بكلمات في حجم الحزن الذي نشعر به؟ ومن أين لنا بعبارات في عمق الأسى الذي يملأ دواخلنا؟ ومن اين لنا بجمل تعبر عن هذه المشاعر الذي تهز كيان كل من عرف التاريخ المشرف لهذا الفارس العبقري؟

كم هم الذين أحبوا صاحب السمو الشيخ/ طحنون بن محمد آل نهيان وكم هم الذين حملهم (عقيد القوم) في وجدانه فهو العطاء نفسه وهو الوفاء نفسه.
بوسعيد:
يانخلة الأرض الطيبة ياعنواناً ونبراسا للوفاء والعطاء والوفاء والإخلاص والانتماء..تتبخر الدموع على المآقي وتنقطع النداءات في المدى والاهات والحزن وصراخ الأوردة وامتعاض القلوب ولكن الأيدي ترتفع في نداء صامت يرحمكم الله بقدر هذا الكون بعدد خطواتك في طريقك الجميل .
أن يهبك الله الرضي بقدر رضي الناس عنك..أن يجمعنا بك في جنات الفردوس كما جمعت قلوبنا على حب المحبة وصدق الشعور والإحساس بالآخرين..أن يهبنا الصبر وأن يلهمنا حسن الدعاء لك وترحل كبيرآ كما كنت فينآ كبيرآ وكما كنا بك كبارآ مطمئنآ كما عودتنا.
لك حزننا الباسق مثل جرح طويل القامة..لك طاحونة الألم الأبدية ودموعنا التي لايمكن أن تتوقف عن الهطول مطراً وحباً وفخرآ وسلسبيلاً من الذكريات.
نسأل الله عزوجل أن يتغمد صاحب السمو الشيخ/ طحنون بن محمد آل نهيان وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أبنائه الكرام وجميع اسرته الكريمة وكل شعب دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وكل محبيه بالخليج والوطن العربي الصبر والسلوان..والحمد لله على قضائه وقدره وإنا لله وإنا إليه راجعون.

المصدر: مدونة فهد الحربي