![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ((انا والعذاب تؤأمان بسبب زوجي )) الأستاذ /فهد الحربي يامن اعتبرك أبي وأخي وصديقي وأستاذي أكتب إليك وأنا في قمة يأسي وانهياري وعذابي وحزني وخوفي فمع أني لا أعرفك شخصياً إلا أن روحك تتجسد أمامي من خلال حكمتك التي تتجلى دائماً في كتاباتك الرائعة فتشدني إليك بإنسانيتك وصراحتك وسمو أفكارك ومبادئك وأقدر فيك تفانيك في مساعدة كل من يلجأ إليك وقدرتك على إعادة البسمة إلى الشفاه والفرحة إلى القلوب مما يحيرني ويدهشني ويدعوني إلى التساؤل عما إذا كنت إنساناً عادياً مثلنا؟ وتقيم هنا على الأرض معنا؟ في زمن افتقدنا فيه الإنسانية وحتى الكلمة الطيبة؟ وأصبح كل شيء بثمن؟ ولا شيء بدون ثمن ؟ وأعترف لك بأني أصبحت فاقده الثقة في كل من حولي وأشعر بالغربة حتى عن نفسي وأرجوا ألاتأخذك الدهشة من كلامي فمعاناتي طويلة يصعب إختصارها برسالة واحدة فأنا والعذاب توأمان ليلنا بكاء وأحزان ونهارنا شقاء وحرمان . أنا التي اتصلت بك قبل فترة ليست بالقصيره بعد ان زودتني برقمك بعد طلبي(عبر تويتر) وتحرجت من الإفصاح عن اسمي وهويتي وتركت لك أن تختار اسماً لي فأسميتني حورية.. وقد ضحكت كثيراً آنذاك على هذا الاسم الذي يتناقض مع حياة اليأس التي أحياها وبكيت على نفسي ولا أدري أستاذي إن كنت لاتزال تتذكرني؟ أم أن أعمالك ومسؤولياتك الكثيرة قد أنستك تلك الحورية المجهولة؟ لقد مرت عليّ فترة عصيبة تمنيت خلالها الموت وجلست بعدها أكتب مشكلتي بتفاصيلها المأساوية وبعد الإنتهاء من الكتابة عاودني الخوف والتردد فمزقتها فعذراً أستاذي لأني أعتبرك والدي وقد تكون أصغر سناً مني ولكن الحنان الأبوي لايرتبط بسن معينة فهناك صغار يحملون في قلوبهم حنانآ يفتقده الكبار وأنا نفسي لم أشعر بهذا الحنان إلا منك فوالدي متزوج من ثلاث غير أمي رغم امتلاكها لكامل أوصاف الجمال وصفات الزوجة الصالحة والأم المثالية بشهادة القريب والغريب ولك أن تتخيل افتقادنا للأب وشعورنا باليتم بينما والدنا على قيد الحياة يتنعم ويستمتع بحياته مع زوجاته اللواتي يغيرهن كما يغير سيارته فالجديده لها الحظ والقديمة منسيه وقد نسى أو تناسى أن له أبناء وبنات فهو لايسأل ولايعرف شيئآ عنا سواء جعنا أو شبعنا عشنا أو متنا. لقد كنت في العشرينات من العمر عندما منعني من التعليم وأرغمني بالترغيب وبالترهيب على الزواج من أحد أبناء القبيلة وهو شاب معروف بإستهتاره وانحرافه وسبق لفتيات كثيرات أن رفضن الإرتباط به بالنظر لسوء سلوكه وسمعته كل ذلك حتى يتخلص منا ويتفرغ للزواج من هذه وتلك من المراهقات الصغيرات فوافقت مكرهه وعشت مع هذا الرجل شبه متزوجة فقد كان يقضي معظم أوقاته مع رفاق السوء ولايعود إلى البيت إلا مع الفجر فينام النهار ويسهر الليل فأكتشفت أن لي ضره وليتها كانت امرأة..فهي المخدرات بأنواعها فسترت عليه وتحملت منه ومن أهله كافة أنواع الذل والحرمان خشية العودة إلى بيت والدي الذي كان يعاملنا كالخدم ويعتبرنا عبيداً لزوجاته ويحرمنا من أبسط حقوقنا الإنسانية. أما زوجي فقد أوصله الإدمان إلى حافة الهاوية فبدد كل مايملك على المخدرات وأصبح عاله علي! والآن أستاذي العزيز أسألك بالله بماذا تنصحني؟ أأطلب الطلاق؟ أم أستمر معه في هذا الجحيم؟كما أستحلفك بالله أن تمد لي يدك وتنشلني من هذا المستنقع الرهيب؟ فأنت من أثق بك ثقة عمياء وأعلق عليك كل آمالي ولا ولن أنسى لك فضلك ماحييت. حورية ۞ ۞ ۞ سيدتي الكريمة ما هذه اللآلئ والدرر التي تتدفق من فمك وتسطرها على الكيبورد يديك ؟ ومن أين لي حلاوة ورقة وعذوبة كلامك حتى أرد عليك بمثله؟ أو حتى بأقل منه؟ فأنت قد غمرتني بلطفك وذوقك وكرمك سواء بإتصالاتك أوبرسائلك عبر تويتر والتليجرام وشرفتني بإعجابك وإطرائك فكيف تسأليني أن كنت قد نسيتك في زحمة العمل؟ أو ما زلت أتذكرك؟ وهل مثلك تُنسى سيدتي؟ فشكرا لك سيدتي الجميلة وحوريتي الأصيلة على شهادتك القيمة التي أعتبرها وسام شرف أعتز به مدى الحياة وأهلاً ومرحباً بك. إن والدك هو المسؤول الأول أمام الله والناس عن مأساتك ومعاناتك فقد استعجل في تزويجك من شبه رجل أسير الإدمان واستسهل أن يرميك طُعمآ للوحوش من أجل التفرغ لملذاته ومغامراته..وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على إنه يفتقد العقل والضمير والعدل والحنان والشعور بالأبوة والمسؤولية وفاقد الشيء لايعطيه..ويأتي زوجك المدمن في المرتبة الثانية على لائحة أشباه الرجال الذين يحللون لأنفسهم كل المحرمات وينغمسون في كل الموبقات ويحرمون على الآخرين حتى نسمة الهواء. للآسف الشديد أختاه فمعظم الطرق أمامك مسدودة والخيارات محدودة باثنين لاثالث لهما فالخيار الأول ولنسمة خيار الفرصة الأخيرة هو مواجهة زوجك بالحقيقة المرة ومحاولة إقناعه بدخول إحدى المصحات العلاجية المتخصصة من أجل التخلص من الإدمان وإستعادة ثقته بنفسه واحترامك واحترام الناس له والعودة إلى ممارسة حياته الطبيعية وتحمل مسؤولياته كرب أسرة ومنحه فرصة أخيرة لاتتجاوز الشهر للتفكير والإختيار بينك وبين الضرة القاتله (المخدرات) فإما أن يقتنع ويمتنع ويعود إلى رشده أو لامفر من الإنفصال عنه فالحياة معه كالحياة مع الميت.. وليس من العدل ولا من العقل أن تضحي بزهرة عمرك من أجله وتدفني نفسك في الحياة معه وفي الحالتين بإستطاعتك الإعتماد على وقوفي إلى جانبك وتقديم كل مساعدة ضرورية لك فتوكلي على الله العلي القدير ولا تترددي في حسم الأمر وشكراً مرة أخرى على مشاعرك النبيلة والله معك. فهد الحــربي المصدر: مدونة فهد الحربي |
![]() |
|
|