#1
|
||||
|
||||
![]() (((الزواج المرهون))
الأستاذ/ فهد الحـــــربي أنا في صراع مع نفسي وفي سباق مع الزمن وحياتي كلها على كف عفريت وأنت أقرب الناس إلى نفسي وقلبي وقد لجأت إليك بعدما قرأت ولمست في كتاباتك الحكمة والصدق يحدوني الأمل في أن أجد لديك الحل السريع لمشكلتي. فأنا شاب أحببت قريبة لي وبادلتني هي الحب وبلغ عمر حبنا خمس سنوات ونحن في صراع رهيب مع والدها الذي يربط موافقته على زواجنا بعقدة ظروف خاصة يمر هو وأسرته بها ويرفض الإصغاء لصوت العقل أو التحدث بهذا الموضوع إلا بعد زوال تلك الظروف التي لايلوح في الأفق أي بصيص أمل بإقتراب نهايتها لكونـها ليست ظروفآ مستجدة وخاصة به وحده بل هي مزمنة وتشمل عشرات وربما مئات الألوف أمثاله وقد ينتهي بنا العمر إلى القبر قبل أن نفرح بحبنا وشبابنا كما قد تتحسن خلال أيام أوأشهر أو سنين أو قرون وربما تسوء أكثر فالعلم عند الله. لقد صبرت ثلاث سنوات على أمل أن تتغير الأحوال حاولت خلالها أكثر من مرة إقناع أهلها بالموافقة على زواجنا فأصطدمت جميع محاولاتي بإصرارهم على موقفهم الغريب وهنا بدأ يتسرب اليأس والشك إلى نفسي فصارحت حبيبتي بشكوكي في نوايا والدها وإحساسي بأنه يتبع معي أسلوب (التطفيش) ويتخذ من تلك الظروف وسيلة لتحقيق غايته وإني بعد الكثير من التفكير والتردد قررت ألا أسمح له بإستغلال حبي لها لإذلالي واخترت التضحية بقلبي من أجل المحافظة على كرامتي وذلك بإنهاء صلتي بها..فبكت كثيرآ وطلبت مني ألا أظلمها فهي لاذنب لها لكنني لم أتراجع عن قراري ومرت فترة ليست بالقصيرة على إنهاء اتصالاتنا التقينا بعدها أثناء زيارات الأهل المتبادلة وكانت نار الحب لاتزال مشتعلة تحت الرماد فتأججت من جديد وعادت المياة بيننا ثانية إلى مجاريها الطبيعية وبدأنا نلتقي يوميآ ونخطط للمستقبل وتكررت المحاولات مع والدها وفشلت كلها فجوابه لم يتغير لاموافقة ولارفض ولا زواج إلا بعد حصوله على الجنسية وكأنني أنا من سيمنحه إياها أو من يرفض ذلك والذي يجنني هو موقف إخواني المؤيد له والمعارض لي فهم يريدونني أن أقدر ظروفه وأصبر وأنتظر لما لانهاية. هذه مشكلتي بإختصار فأنا بين نارين نار حبها ونار ظروف والدها فالحب يشدني إليها والشكوك بنوايا والدها تقف حاجزآ بيني وبينها ولاأريد أن أظلمها فهي ضحية مثلي ولا أدري ماذا أفعل فزواجنا رهينة لظروف ومزاجية والدها والجنسية هي الفدية ومصير حبنا مجهول. فبماذا تنصحني وماذا تفعل لو كنت مكاني؟أرجوك سرعة الرد فأنا وهي نعتبرك مثلنا الأعلى وشكرآ وألف ألف شكر لك. اخوك (أسير الحيرة) ۞ ۞ ۞ أخي العــزيز: أصافحك بكل محبة واحترام وأشكرك جدآ على اتصالاتك ورسائلك وأتمنى أن أكون دائمآ موضع ثقتك وثقة جميع أحبائي ويشرفني تقديم كل خدمة ممكنة لك ولهم . يخطئ والد الحبيبة جدآ عندما يربط بين زواج ابنته ومشكلته المزمنة فهو من جهة يقيد حريتها ويحرمها من أبسط حقوقها ويقف حجر عثرة في طريق سعادتها..ومن جهة أخرى يظلمها معه بإغلاق باب الأمل المفتوح أمامها لتحقيق حلمها مع الإنسان الذي تحبه ويحبها والحصول على جنسيته في المستقبل والحكم عليها بالموت البطيء تحت وطأة الشعور بالظلم والقهر والحرمان والخوف من شبح العنوسة والمصير المجهول وهو نفسه بحاجة لمن يمنحه بصيصآ من الأمل ويحقق له حلم حياته ففرحة الآباء والأمهات بفلذات أكبادهم لاتعادلها فرحة وما من أب عاقل يستبدل السعادة بالتعاسة والأمل باليأس والأمان بالخوف لأبنائه أو يشترط عليهم شروطآ تعجيزية غير قابلة للتنفيذ هو نفسه يقف عاجزآ أمامها ولاتفسير لموقفه ذاك إلا بأنه إنسان معقد من كلمة البدون جاهل لمصلحة ابنته ويشعر بالنقص لكونه لايحمل جنسية ما ويرفض أن ينظر إليه وإلى أبنائه وبناته بمنظار العطف والشفقة ويحاول التغلب على هذا الشعور بالتظاهر بالكبرياء والإيحاء بأنه ليس أقل شأنآ منك ومن الآخرين رغم إختلاف الظروف جاهلآ أو متجاهلآ أن زواج ابنته منك لايعطل أو يؤخر حصوله على الجنسية ولاعدم زواجها يسهل أو يعجل حصوله عليها وأن الإنسان بإنسانيته وإيمانه وعقله وشرفه وعمله وعلمه وليس بجنسه أو جنسيته ويبدو أنه من ذلك النوع الجاهل المتسلط المستبد برأيه ومثله يفتقر إلى الحكمة والإدراك ويفتقد منطق الحوار واحترام الرأي الآخر والقدرة على التضحية والعطاء وفاقد الشيء لا يعطيه. لايا أخي لست أنت وحدك بين نارين فالحبيبة أيضآ بين نار الأهل ونار الحب فلا تظلمها كما ظلموها ولا تتركها في وسط النار وتنجو بنفسك بل أشهر سيفك ودافع عن حبك إن كنت حقآ تحبها كما تحبك وتعتبر نفسك فارس أحلامها..ثم لماذا أنت في عجلة من أمرك ولم تتجاوز بعد الـ (27) من عمرك وأمامك الكثير من الوقت ونصيحتي الأخوية لك هي التعاون مع إخوانك وتقديم كل مساعدة ممكنة لوالدها إن لم يكن من أجله فمن أجلها وعدم إستعجال الزواج ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة. ولو كنت مكانك لما فكرت أبدآ بالتخلي عنها أو بالزواج من سواها أو سمحت لغيري بالإقتراب منها مهما طال إنتظاري ولا كنت قد ترددت لحظة في التضحية بالعمر كله فدية لها ولا كانت الحياة إلا معها ولا كان الحب إلا لها ولا الزواج بدونـها فهذا هو الحب الذي أعرفه وأعيشه وأؤمن به ولكل إنسان تفكيره ومشاعره ومبادئه وخياراته. ولك مني أطيب تحيات الود والإخاء وأحلى الأمنيات. ((فهد الحربي)) المصدر: مدونة فهد الحربي - من قسم: مقالات فهد الحربي الأدبية والإجتماعية والثقافية lk hgjgd[vhl : hg.,h[ hglvi,k |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
المرهون, التليجرام, الزواج |
|
|
أقسام المنتدى |
الأقــســـام الــعـــامــة @ مقالات فهد الحربي السياسية @ مقالات فهد الحربي الأدبية والإجتماعية والثقافية @ |
أقسام المنتدى |
الأقــســـام الــعـــامــة @ مقالات فهد الحربي السياسية @ مقالات فهد الحربي الأدبية والإجتماعية والثقافية @ |