اهلا ومرحبا بكم فى مدونة فهد الحربي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-27-2025, 12:13 PM
الصورة الرمزية فهد الحربي
فهد الحربي فهد الحربي غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 451
افتراضي هل تعود إيران إلى طبيعتها؟

((هل تعود إيران إلى طبيعتها؟))


في قلب الشرق الأوسط، حيث تتقاطع الجغرافيا بالتاريخ، وتتداخل المصالح بالهويات، تقف إيران اليوم أمام سؤال وجودي لايمكن تجاهله.. هل تستطيع أن تكون دولة طبيعية في محيطها الطبيعي؟
لم يعد هذا التساؤل أطروحة فكرية أو جدلاً نظرياً بين المحللين، بل أصبح اختباراً عملياً أمام المجتمعين الدولي والإقليمي، بعد أن وصلت ممارسات النظام الإيراني إلى مرحلة حرجة من الانكشاف، جعلت من المستحيل الاستمرار في المناورات القديمة أو التهرب من مواجهة الأسئلة الصريحة بأجوبة واضحة.
لقد شيّدت إيران، منذ أكثر من أربعة عقود، سرديتها السياسية على مبدأ تصدير الثورة، متبنية مشروعاً توسعياً يقوم على فكرة التمدد العقائدي مستخدمةً أدوات غير رسمية من ميليشيات عسكرية، وأذرع إعلامية، وامتدادات مذهبية. وقد تغلغلت هذه الأدوات في مجتمعات عربية متعددة، فأثارت بداخلها الانقسامات والتوترات، وأضعفت بنيتها الداخلية..صحيح أن هذا المشروع بدا في بعض اللحظات التاريخية وكأنه يحقق مكاسب استراتيجية عابرة، لكنه على المدى الطويل تحول إلى عبء ثقيل أنهك الداخل الإيراني قبل أن يستنزف المحيط الخارجي، وأثبت بما لايدع مجالاً للشك أنه لايمكن لدولة أن تواصل لعب دور المهيمن دون أن تدفع ثمناً باهظاً من استقرارها وشرعيتها.
اليوم، لم تعد التصريحات المائلة للتهدئة،
ولاالوساطات الدولية المتكررة، كافية لإخفاء حقيقة أن إيران تعاني من أزمة ثقة عميقة مع جيرانها ومجتمعها الدولي..فلم يعد مقبولاً أن تستمر في دعم جماعات مسلحة في العراق وسوريا ولبنان واليمن تحت ذرائع المقاومة أو حماية المصالح، بينما تتجاهل في الوقت ذاته
مايجري داخل حدودها من قمع سياسي واحتقان اجتماعي وتدهور اقتصادي..ولم يعد ممكناً أن ترفع راية السيادة وهي تنتهك سيادة الآخرين، ولا أن تتحدث عن الأمن وهي تزرع بذور الفوضى في المحيط.
. إن التحول المطلوب من إيران لايمكن أن يقتصر على تغيير في الخطاب الإعلامي، بل يتطلب مراجعة شاملة وجذرية في السلوك السياسي والاستراتيجي..فعليها أن تتخلى عن أوهام الهيمنة الإقليمية، وأن تعيد تعريف نفسها كدولة وطنية مسؤولة، تركّز على احتياجات شعبها أولاً، ثم تسعى لبناء علاقات متوازنة مع جيرانها قائمة على الاحترام المتبادل..كذلك، فإن توقفها عن استغلال الطموحات النووية كورقة ضغط هو ضرورة ملحة، بل عليها القبول بصياغة اتفاقات دولية جديدة تضمن الاستخدام السلمي للطاقة النووية بعيداً عن مناخ التهديد والتصعيد المستمرين.
الشرق الأوسط اليوم لم يعد يحتمل المزيد من المغامرات الإقليمية ولاالمشاريع العابرة للحدود..الشعوب في المنطقة تتطلع إلى استقرار حقيقي، وتنمية اقتصادية عادلة، وعلاقات قائمة على قاعدة التعاون، لاعلى صراعات تقوض الأمن وتعيق التطور..وإذا كانت إيران جادة فعلاً في أن تكون جزءاً من هذا المستقبل الإقليمي المشترك، فعليها أن تبدأ أولاً بإصلاح علاقاتها الداخلية مع شعبها، وإنهاء حالة التوتر والاحتقان الدائم التي فرضها النظام، قبل أن تنفتح على الخارج بعلاقات خالية من الأجندات الخفية والأطماع التوسعية.
ورغم ضيق الأفق، لاتزال الفرصة متاحة أمام إيران للعودة إلى طبيعتها، غير أن هذه النافذة تضيق يوماً بعد يوم..فكل تأخير في اتخاذ القرارات الصعبة سيجعل من العودة أصعب وأعقد.
إن إيران اليوم تقف في مفترق طرق:
إما طريق التصالح مع الذات والجوار، أو المضي قدماً في طريق العزلة والصدام؛ وهو طريق أثبت التاريخ مراراً أنه لايقود إلا إلى الضعف والانهيار.


الموضوع الأصلي: هل تعود إيران إلى طبيعتها؟ || الكاتب: فهد الحربي || المصدر: مدونة فهد الحربي

مدونة فهد الحربي

مدونة فهد الحربي ، فهد الحربي ، السعودية ، الإمارات ، الملك سلمان ، الامير محمد بن سلمان ، الشيخ محمد بن زايد ، الحب ، المشاكل ، الزواج ، المرأة ، الفتيات ، الشباب


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
تعود, إيران, طبيعتها؟


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:07 PM.



© جميع الحقوق محفوظة لـ فهد الحربي - fahad.alharbieer@gmail.com
This Forum used Arshfny Mod by islam servant
1 2 3